وقد ذكرنا في صدر كتابنا هذا أنا قد عقلنا عن الله عز وجل أن وقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك ما : السبيل التي أوجبت الحج على مستطيعها هي الوصول إلى البيت
[ ص: 12 ] 1123 - قد حدثنا محمد بن خزيمة ، قال حدثنا قال حدثنا حجاج بن المنهال ، قال أخبرنا حماد بن سلمة ، قتادة ، وحميد ، عن الحسن أن رجلا قال : يا رسول الله ، ما السبيل إليه ؟ قال : الزاد والراحلة .
قال فكان هذا الجواب أيضا من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيمن لا يصل إلى البيت إلا بالزاد والراحلة . لا فيمن سواه من حاضري البيت الذين يصلون إليه بلا زاد ، ولا راحلة . أبو جعفر :
ألا ترى أن المطيقين من مكة القادرين على الحج على أرجلهم بغير مشقة عليهم في ذلك من مستطيعي السبيل . وممن عليه فريضة الله عز وجل في الحج ، وإن كانوا لا يملكون الزاد والراحلة الذين لا يصل النائي عن البيت إلى البيت إلا بهما .
فعقلنا بذلك أن السبيل هي الوصول . ولما كان الناؤون عن البيت يختلفون في مقادير الأزواد والرواحل التي يكونون بها من مستطيعي السبيل فيتفاضلون في ذلك على مقادير حاجاتهم إليه ، ويختلفون فيه على قرب أماكنهم وبعدها ، دل ذلك على أن الزاد والراحلة إنما أريدا سببا للوصول . ودل ذلك أن كلما منع الوصول مما سوى عدم الزاد والراحلة كالعدو ، وكالسباع ، وكالسيول ، وكما سوى ذلك مما يمنع من الوصول إلى البيت ، أن حكمه كحكم عدم الزاد والراحلة . ودلت ذلك أيضا على أن عدم القوة للأبدان التي بها يصار إلى البيت ، في معنى عدم ما سوى مما لا يصار إلى البيت إلا به.