وقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيمن عجز بكبر السن عن الوصول إلى البيت وعن ركوب الرواحل إليه ما :
1124 - قد حدثنا قال حدثنا بكار بن قتيبة ، قال حدثنا أبو أحمد محمد بن عبد الله بن الزبير ، عن سفيان الثوري ، عبد الرحمن بن الحارث بن عياش بن أبي ربيعة ، عن عن أبيه ، عن زيد بن علي ، عبيد الله بن أبي رافع ، عن قال : علي بن أبي طالب ، خثعم ، فقالت : إن أبي شيخ كبير وقد أدركته فريضة الله عز وجل في الحج ، أفيجزئ أن أحج عنه ؟ قال : حجي عن أبيك ، ولوى عنق الفضل . فقال له العباس : لويت عنق ابن عمك ؟ فقال : إني رأيت شابة وشابا ، فلم آمن الشيطان عليهما . استقبلت رسول الله صلى الله عليه وسلم جارية شابة من
[ ص: 13 ] 1125 - وما قد حدثنا يونس ، قال أخبرنا أن ابن وهب ، أخبره ، عن مالكا ، عن ابن شهاب ، عن سليمان بن يسار ، أنه قال : عبد الله بن عباس ، الفضل بن عباس رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجاءته امرأة من خثعم تستفتيه ، فجعل الفضل ينظر إليها ، وتنظر إليه . فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يصرف وجه الفضل إلى الشق الآخر ، فقالت : يا رسول الله إن فريضة الله عز وجل على عباده في الحج أدركت أبي شيخا كبيرا ، لا يستطيع أن يثبت على الراحلة أفأحج عنه ؟ قال : نعم . وذلك في حجة الوداع . كان
1126 - وما قد حدثنا علي بن شيبة ، قال حدثنا قال حدثنا روح بن عبادة ، عن ابن جريج ، قال : أخبرني ابن شهاب ، عن سليمان بن يسار ، عن ابن عباس الفضل بن عباس : خثعم قالت : يا رسول الله ، إن أبي أدركته فريضة الله عز وجل في الحج وهو شيخ كبير ، لا يستطيع أن يستوي على ظهر بعيره! قال : حجي عنه . أن امرأة من
1127 - وما قد حدثنا أحمد بن الحسن الكوفي ، قال حدثنا عن عبيدة بن حميد النحوي ، عن منصور ، عن مجاهد ، يوسف بن الزبير ، عن قال : عبد الله بن الزبير خثعم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : إن أبي أدركه الإسلام وهو شيخ كبير ، لا يستطيع ركوب الرحل ، والحج مكتوب عليه . أفأحج عنه ؟ قال : وأنت أكبر ولده ؟ قال : نعم . قال : أرأيت لو كان على أبيك دين فقضيته عنه ، أكان ذلك يجزئ عنه ؟ قال : نعم : قال فاحجج عنه . جاء رجل من
1128 - وما قد حدثنا فهد ، قال حدثنا قال حدثنا علي بن معبد ، جرير بن عبد .
[ ص: 14 ] الحميد ، عن عن منصور ، عن مجاهد ، يوسف بن الزبير عن ثم ذكر مثله . عبد الله بن الزبير ،
1129 - وما قد حدثنا محمد بن إبراهيم بن حناد البغدادي ، قال حدثنا قال حدثنا أبو بكر بن أبي الأسود قال حدثنا عبد العزيز بن عبد الصمد ، عن منصور ، عن مجاهد ، مولى لابن الزبير يقال له : يوسف بن الزبير أو الزبير بن يوسف ، عن عن ابن الزبير ، قالت : سودة ابنة زمعة جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله إن أبي شيخ كبير ، لا يستطيع أن يحج أفأحج عنه ؟ قال : أرأيت لو كان على أبيك دين فقضيته قبل منك ؟ قال : نعم . قال : فالله أرحم ، حج عن أبيك .
فكان هذا السؤال من هذه السائلة أو من هذا السائل لرسول الله صلى الله عليه وسلم عن كبير عاجز بالكبر الذي لا يرجى خروجه منه إلى صحة يصل بها إلى الحج ، فأجاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي سأله منهما بما ذكر من جوابه إياه في هذه الآثار التي رويناها/ . وكان ذلك عندنا - والله أعلم - على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يرفع فرض الحج عن ذلك الكبير بعجز بدنه عن الوصول إلى البيت ، إذ كان واجدا من يؤدي عنه الحج إليه وكان ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم عندنا - والله أعلم - سؤال من سأله عن ذكرنا : هل لأبيك من المال ما يمكنه أن يحج منه غيره عن نفسه أم لا ؟ لما رأى من بذل سائله نفسه للحج عن أبيه . لأن أباه قد صار بذلك في حكم الواجدين لمن يحج عنه ، فاكتفى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كشف أحواله بذلك عما سواه ووقفنا بذلك على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أخرج حكم الحج من حكم العبادات التي على الأبدان سواه ، مثل الصلاة التي لا يقضيها أحد عن أحد . فجعل للعاجز عن تأدية الحج ببدنه أن يحج غيره عنه . لأنه قد أمر الخثعمي أو الخثعمية بالحج عن أبيه أو عن أبيها . وفي إطلاقه ذلك للمرأة في حديث علي والفضل ، دليل على أن حج الرجل أحرى أن يكون فيه كذلك ، مع أن الصحيح في الذي سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عما سأله عنه من ذلك ، هو ما في حديث علي والفضل على أنه امرأة ، لا في حديث لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد لوى عنق ابن الزبير . الفضل .
[ ص: 15 ] لما أقبل ببصره على ذلك السائل حتى قال له العباس : " لويت عنق ابن عمك! فقال : إني رأيت شابا وشابة فلم آمن من الشيطان عليهما " .