فإن قال قائل : فقد روي عن ، أنها قالت : إن عائشة قد علم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن عمر قرن مع حجته عمرة ، وذكر في ذلك ما :
1259 - قد حدثنا فهد ، قال حدثنا النفيلي ، قال حدثنا ، قال حدثنا زهير بن معاوية عن أبو إسحاق ، ، قال : مجاهد : كم اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم ؟ قال : مرتين فقالت ابن عمر : قد علم عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتمر ثلاثا سوى عمرته التي قرنها بحجته . ابن عمر سئل
[ ص: 71 ] قيل له : وهذا أيضا عندنا غير مخالف لحديثي سالم وبكر اللذين رويناهما عن ، عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الباب ، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما تحول حجه إلى العمرة لم يخرج من العمرة ، لأنه قد كان ساق الهدي لها ، ثم أدخل عليها الحجة ، فصار قارنا لأنه قد اجتمع له إحرامه بالعمرة وإحرامه بالحج ، فصار بذلك قارنا ، وكان متمتعا للمعنى الأول الذي ذكرناه ، وكان مفردا في الإحرام بالحجة للمعنى الذي ذكرناه في ذلك ومنهم ابن عمر قد روي عنها في ذلك ما : أسماء ابنة أبي بكر ،
1260 - قد حدثنا نصر بن مرزوق ، قال حدثنا الخصيب بن ناصح الحارثي ، قال حدثنا ، عن وهيب بن خالد منصور بن عبد الرحمن ، عن أمه ، عن قالت : أسماء ابنة أبي بكر ، الزبير الهدي ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه : من لم يكن معه الهدي فليحلل قالت : فلم يكن معي يومئذ هدي ، فأحللت . قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه مهلين بالحج ، وكان مع
فهذه تخبر في حديثها هذا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه قدموا أسماء مكة في حرمة حجة ، لا في حرمة عمرة ، غير أنها لم تخبر في حديثها هذا بوقت طوافهم ، هل كان في الحجة أو بعد فسخ الحجة ؟ .
ومنهم فقد روي عنه في ذلك ما : عمران بن حصين ،
1261 - حدثنا سليمان بن شعيب ، قال حدثنا الخصيب ، قال حدثنا عن همام بن يحيى ، ، عن قتادة ، عن مطرف بن عبد الله قال : عمران بن حصين ، تمتعنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ونزل فيها القرآن ، ولم ينهنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولم ينسخها شيء ثم قال رجل برأيه ما شاء .
[ ص: 72 ] 1262 - وحدثنا محمد بن خزيمة ، قال حدثنا حجاج ، قال حدثنا حماد ، عن ، عن حميد ، عن الحسن قال : عمران بن حصين ، تمتعنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم متعة الحج ، فلم ينهنا عنها ، ولم ينزل الله عز وجل فيها نهيا .
فهذا الحديث عندنا خلاف الأحاديث التي رويناها قبله في هذا الباب ، لأن الذي في حديث مطرف ، عن عمران : تمتعنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ونزل فيها القرآن ، فقد يجوز أن يكون قوله : تمتعنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يريد : تمتعنا ونحن في صحبته وهو حي ، وليس على أنه كان معهم ، ولا على أنه تمتع مثل متعتهم تلك ، فيكون ذلك الحديث كحديث علي وسعد اللذين ذكرناهما في هذا الباب ، وقد دل على هذا التأويل ما روى ، عن عمران : تمتعنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلم يحقق بذلك أن ذلك التمتع كان في حجة الوداع أو فيما قبلها . الحسن
ومنهم ، فروي عنه في ذلك ما : أنس بن مالك
1263 - حدثنا ، قال حدثنا إبراهيم بن مرزوق ، قال حدثنا حبان بن هلال وهيب ، قال حدثنا أيوب ، عن عن أبي قلابة ، ، أنس بالمدينة أربعا ، وصلى العصر بذي الحليفة ركعتين ، وبات بها حتى أصبح ، فلما صلى الصبح ركب راحلته ، فلما انبعثت به سبح وكبر حتى إذا استوت به على البيداء جمع بينهما ، فلما قدمنا مكة أمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يحلوا ، فلما كان يوم التروية أهلوا بالحج . أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الظهر
فهذا يخبر في حديثه هذا أنهم قدموا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أنس مكة في حرمة حجة ، لا في حرمة عمرة ، غير أنه لم يذكر أنهم كانوا طافوا قبل عرفة في حرمة الحجة ، ولا في حرمة العمرة .
ومنهم فقد روي عنه في ذلك ما : معقل بن يسار ،
[ ص: 73 ] 1264 - حدثنا ، قال حدثنا إبراهيم بن مرزوق ، قال حدثنا مكي بن إبراهيم عبد الله بن أبي حميد ، عن عن أبي مليح ، قال : معقل بن يسار ، تنزع ثيابها ، فقال لها : عائشة قالت : أنبئت أنك قد أحللت وأحللت أهلك فقال : أجل ، من ليس معه هدي ، فأما نحن فلم نحلل لأن معنا الهدي حتى يبلغ عرفات . مالك حججنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ، فوجدنا
فهذا معقل يخبر في حديثه هذا أنهم كانوا حجاجا ، ولم يذكر الطواف بشيء .
ومنهم ، فقد روي عنه في ذلك ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ما قد قدمنا ذكره في هذا الباب في حديث جابر بن عبد الله ومنه ما : محمد بن علي بن حسين ،
1265 - قد حدثنا سليمان بن شعيب ، قال حدثنا الخصيب ، قال حدثنا همام ، عن ، عن قتادة ، عن أبي نضرة جابر ، قال : خطب الناس ، فقال : إن القرآن هو القرآن ، وإن الرسول صلى الله عليه وسلم هو الرسول ، وإنهما كانتا متعتين على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم : متعة الحج ، فافصلوا بين حجكم وعمرتكم ، فإنه أتم لحجكم وأتم لعمرتكم . عمر تمتعنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما ولي
والأخرى متعة النساء ، فأنهى عنها ، وأعاقب عليها .
فهذا جابر قد أخبر بتمتع رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الباب وليس ذلك بمخالف عندنا لما رواه عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل بالحج خالصا ، لأنه قد يجوز أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل بالحج خالصا على ما في حديث محمد بن علي بن حسين ، ثم لما قدم محمد بن علي بن حسين ، مكة فسخه بعمرة ، ثم أنشأ بعده حجة من مكة ، فصار في بدء إحرامه مفردا للإحرام بالحج على ما رواه ، وصار في آخر إحرامه متمتعا بالعمرة إلى الحج على ما رواه أبو نضرة في حديثه هذا . محمد بن علي
[ ص: 74 ] ومنهم ، فقد روي عنها في هذا الباب من حديث عائشة ، أنها قالت : خرجنا ، ولا نرى إلا أنه الحج ، فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسود بن يزيد مكة طاف ولم يحل ، وكان معه الهدي ، وطاف من معه من نسائه وأصحابه ، وحل منهم من لم يكن معه الهدي ففي هذا الحديث أنهم قدموا مكة بإحرام تروية الحج بلا حقيقة منهم أنه كذلك وأما فقد روى عنها في ذلك أنهم لم يكونوا يذكرون إلا الحج كما : القاسم بن محمد
1266 - حدثنا فهد ، قال حدثنا ، قال حدثنا أبو نعيم ، عن عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة ، عن أبيه ، عن عبد الرحمن بن القاسم ، قالت : عائشة بسرف طمثت فدخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي ، فقال : ما يبكيك ؟ فقلت : لوددت أني لم أحج العام أو لم أخرج العام قال : لعلك نفست ؟ قلت : نعم قال : فإن هذا أمر كتبه الله عز وجل على بنات آدم ، افعلي ما يفعل الحاج غير أن لا تطوفي بالبيت قالت : فلما جئنا مكة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه : اجعلوها عمرة ، فحل الناس إلا من كان معه الهدي ، وكان الهدي معه ومع أبي بكر وعمر وذي اليسارة ، ثم أهلوا بالحج ، فلما كان يوم النحر طهرت ، فأرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأفضت ، فأتي بلحم بقر ، فقلت : ما هذا ؟ فقالوا : أهدى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نسائه البقر ، حتى إذا كانت ليلة الحصبة ، قلت : يا رسول الله ، أيرجع الراجع من حجة وعمرة وأرجع بعمرة ؟ فأمر عبد الرحمن بن أبي بكر فأردفني خلفه ، فإني لأذكر أني كنت أنعس ، فيضرب وجهي مؤخرة الرحل حتى جئنا التنعيم ، فأهللت بعمرة جزاء عمرة الناس التي اعتمروا . خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا نذكر إلا الحج ، فلما جئنا
[ ص: 75 ] 1267 - وكما حدثنا محمد بن خزيمة ، قال حدثنا حجاج ، قال حدثنا ، قال حدثنا حماد بن سلمة ، عن أبيه ، عن عبد الرحمن بن القاسم ، قالت : عائشة بسرف حضت ، فدخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي ، فقال : ما يبكيك يا ؟ قلت : حضت ، ليتني لم أكن حججت يا رسول الله! قال : سبحان الله! إنما هو شيء كتبه الله عز وجل على بنات آدم ، انسكي المناسك كلها غير أن لا تطوفي بالبيت ، فلما دخلنا عائشة مكة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من شاء أن يجعلها عمرة فليجعلها ، إلا من كان معه الهدي . قالت : فذبح رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نسائه البقر يوم النحر ، فلما كانت ليلة الحصبة ، وطهرت ، قالت : يا رسول الله ، أيرجع صواحبي بحج وعمرة ؟ فأمر عائشة عبد الرحمن بن أبي بكر ، فذهب بي إلى التنعيم ، فلبيت بالعمرة . لبينا بالحج حتى إذا كنت
1268 - وكما حدثنا يونس ، قال أخبرنا ، قال : أخبرني عبد الله بن وهب عمرو بن الحارث ، عن ومالك ، ، عن أبيه ، عن عبد الرحمن بن القاسم ، أنها قالت : عائشة مكة وأنا حائض ، ولم أطف بالبيت ، ولا بين الصفا والمروة ، فشكوت ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : افعلي ما يفعل الحاج غير أن لا تطوفي بالبيت حتى تطهري . قدمت
هكذا حدثنا يونس ، عن بحديث ابن وهب عمرو هذا مختصر ، هكذا كما ذكرنا .
وأما عبيد بن محمد البزار ، فحدثنا ، قال :
1269 - حدثنا ، قال حدثنا أحمد بن صالح ، قال : أخبرني ابن وهب أن عمرو بن الحارث ، ، حدثه ، أنه سمع عبد الرحمن بن القاسم ، يخبر ، عن القاسم بن محمد زوج النبي صلى الله عليه وسلم ، قالت : عائشة سرف حضت ، فدخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي ، فقال : ؟ فقالت : ليتني لم أحج العام ؟ قال : مالك ؟ قلت : حضت قال : شيء كتبه الله عز وجل على بنات آدم ، فاصنعي ما يصنع الحاج غير أن لا تطوفي بالبيت . مالك
فلما قدمنا مكة ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : اجعلوها عمرة ، ففعلوا ، فمن لم يسق هديا حل ، وساق رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نسائه بقرا ، وطهرت ، فأعمرها من التنعيم ، فأردفني وراءه ، فأهللت من التنعيم ، فطفت ، وسعيت ، ثم رجعنا إليه . خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حجاجا ، [ ص: 76 ] فلما قدمنا
1270 - وكما حدثنا ، قال حدثنا يوسف بن يزيد قال حدثنا ابن أبي مريم ، ، قال أخبرنا محمد بن مسلم الطائفي ، عن أبيه ، أن عبد الرحمن بن القاسم ، قالت : عائشة مكة ، قال : اجعليها عمرة ، فإني لولا هديي حللت وأمرهم فحلوا ، وكان منهم رجال ذو يسارة ، وكان معهم الهدي ، فلم يحلوا ، ونحر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نسائه بقرة ، .
وطهرت يوم النحر ، فلما أصدر أمر عبد الرحمن بن أبي بكر ، فأردفني على جمله ، فذهب بي إلى التنعيم فاعتمرت ليلة الحصبة ، وخرج النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الحصبة . أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم للحج ، فحضت بسرف فرآني رسول الله صلى الله عليه وسلم أبكي ، فقال : ما شأنك ؟ قلت : حضت قال : إن الله عز وجل جعل ذلك على بنات آدم ، فلما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم
فهذا عبد العزيز بن أبي سلمة ، وحماد ، وعمرو ، ومالك ، ومحمد بن مسلم قد رووا هذا الحديث عن عبد الرحمن ، عن أبيه ، عن في إحرامها الذي كانت فيه مع النبي صلى الله عليه وسلم في حجته ، أنه كان حجة ، وأنها قدمت مع النبي صلى الله عليه وسلم عائشة مكة على ذلك وزاد عمرو ، وعبد العزيز ، وحماد ، ومحمد بن مسلم على في ذلك : أن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه كانوا أيضا في حجة ، حتى قدموا مالك مكة ، فأمرهم أن يجعلوها عمرة .
[ ص: 77 ] وأما فروى هذا الحديث عن ابن عيينة عبد الرحمن ، فجاء بألفاظ تخالف بعضها الألفاظ التي في حديث عمرو ، وعبد العزيز ، وحماد ، ومحمد هذا .
1271 - حدثنا قال حدثنا إسماعيل بن يحيى المزني ، ، عن محمد بن إدريس الشافعي ، عن سفيان بن عيينة ، قال : أخبرني أبي ، عن عبد الرحمن بن القاسم ، قالت : عائشة ؟ أنفست ؟ فقلت : نعم قال : إن هذا أمر كتبه الله عز وجل على بنات آدم ، اقضي ما يقضي الحاج غير ألا تطوفي بالبيت . مالك
قالت : وضحى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نسائه البقر . خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة لا نرى إلا الحج ، قال :
فكان ابتداء هذا الحديث قولها : أنهم كانوا في خروجهم لا يرون إلا الحج ، كما في حديث الذي رويناه في هذا الباب ، غير أنه لما كان قد خالف الأسود سفيان في ذلك الخمسة الذين ذكرنا ، كانوا بالحفظ أولى منه ، مع أنا وجدنا في حديث سفيان هذا قول : عائشة خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجته فلبيت حجا " . ووجدنا فيه أيضا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لما حاضت : " ولا يجوز أن يقال لها ذلك القول إلا وهي في حجة ، فرجع بذلك معنى حديث اقضي ما يقضي الحاج غير أن لا تطوفي بالبيت ، سفيان هذا إلى معنى أحاديث الخمسة الذي سمينا قبله .
وأما فقد روت عنها في ذلك ما : عمرة بنة عبد الرحمن ،
1272 - قد حدثنا يونس ، قال أخبرنا ، أن ابن وهب ، حدثه ، عن مالكا ، قال : أخبرتني يحيى بن سعيد أنها سمعت عمرة ابنة عبد الرحمن ، زوج النبي صلى الله عليه وسلم ، تقول : عائشة مكة أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم من لم يكن معه هدى ، إذا طاف بالبيت ، وسعى بين الصفا والمروة أن يحل قالت : فدخل علينا يوم النحر بلحم بقر ، فقلت : ما هذا ؟ قالوا : نحر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أزواجه عائشة خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لخمس ليال بقين من ذي القعدة ، لا نرى إلا أنه الحج ، فلما دنونا من [ ص: 78 ] قال يحيى : فذكرت هذا ، فقال : أتتك بالحديث على وجهه . للقاسم بن محمد
1273 - وما قد حدثنا قال حدثنا إسماعيل بن يحيى المزني ، ، قال حدثنا الشافعي ، عن سفيان بن عيينة ، عن يحيى بن سعيد ، عن عمرة ، قالت : عائشة بمنى أتيت بلحم بقر ، فقلت : ما هذا ؟ قالوا : ذبح رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نسائه . خرجنا لخمس ليال بقين من ذي القعدة ، لا نرى إلا الحج ، فلما كان بسرف أو قريبا منها أمر النبي صلى الله عليه وسلم من لم يكن معه هدى أن يجعلها عمرة فلما كنا
قال يحيى : فحدثت به القاسم ، فقال : جاءت والله بالحديث على وجهه .
ففي حديث هذا أنهم كانوا لا يرون إلا الحج ، فقد وافقت عمرة فيما رواه عن الأسود في ذلك وفي حديث عائشة هذا موافقة يحيى بن سعيد القاسم على ما روته عن لعمرة من ذلك فقد اختلف عائشة عبد الرحمن ويحيى عن القاسم فيما رويناه عنه من ذلك غير أنا لا نحمل ذلك على الاختلاف في المعنى الذي كانوا فيه في ذلك الإحرام الذي أحرموا به مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقدموا مكة معه عليه ، وإنما وجه ذلك عندنا - والله أعلم - قول : " لا نرى إلا أنه الحج " إنما هو لأنهم لم يكونوا يعرفون العمرة في أشهر الحج ، فخرجوا على ذلك محرمين بالذي لا يعرفون غيره وقد دل على ما ذكرنا من هذا ما قد روي عن عائشة فيه كما : أنس
1274 - حدثنا محمد بن خزيمة ، قال حدثنا ، قال حدثنا المعلى بن أسد وهيب ، عن ، عن أبيه ، عن عبد الله بن طاوس ، قال : ابن عباس كانوا يرون أن العمرة في أشهر الحج أفجر الفجور ، وكانوا يسمون المحرم صفرا ، ويقولون : إذا برأ الدبر ، وعفا الأثر ، وانسلخ صفر ، حلت العمرة لمن اعتمر ، فقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه صبيحة رابعة وهم يلبون بالحج ، فأمرهم أن يجعلوها عمرة ، قالوا : يا رسول الله ، أي [ ص: 79 ] حل ؟ قال : الحل كله .
فأخبر أن إحرام رسول الله صلى صلى الله عليه وسلم وأصحابه الذي دخلوا ابن عباس مكة عليه كان بالحج ، حتى أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه أن يجعلوها عمرة للعلة التي ذكرها في حديثه ، فثبت بذلك أن قول : ولا نرى إلا أنه الحج ، إنما على معنى : ولا نعرف إلا الحج ، كما في حديث عائشة عن محمد بن علي بن حسين ، جابر الذي ذكرناه في هذا الباب ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث تسع سنين لم يحج ، ثم أذن في الناس في العاشرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حاج ، فخرجنا حتى إذا أتينا ذا الحليفة ، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم ركب القصوى حتى إذا استوت به على البيداء ، فأهل بالتوحيد ، وأهل الناس بهذا الذي يهلون به وليس معنى قول : ولا نرى إلا الحج ، على إنكارها العمرة في غير أشهر الحج ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد كان اعتمر قبل ذلك في غير أشهر الحج كما حدثنا عائشة ، قال حدثنا أبو أمية عمرو بن عاصم الكلابي .
1275 - وكما حدثنا سليمان بن شعيب ، قال حدثنا الخصيب ، قالا : حدثنا عن همام بن يحيى ، ، عن قتادة ، قال : أنس الجحفة ، وعمرة من العام المقبل ، وعمرة من الجعرانة ، وعمرة حيث قسم غنائم حنين ، وعمرة مع حجته ، وحج حجة واحدة اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرة من ففي حديث هذا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد كان اعتمر أربع أنس قبل عمرته التي قرنها بحجته . عمر
وقد روي عن ، ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد كان اعتمر قبل حجته ثلاث عمر .
[ ص: 80 ] 1276 - كما حدثنا علي بن شيبة ، قال حدثنا قال حدثنا يحيى بن يحيى ، داود بن عبد الرحمن العطار ، عن ، عن عمرو بن دينار ، عن عكرمة ، قال : ابن عباس : عمرة عمر الجحفة ، وعمرته من العام المقبل ، وعمرته من الجعرانة ، وعمرة مع حجته ، وحج حجة واحدة . اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع
وقد روي عن ، ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتمر عمرتين ، وأن قالت منكرة عليه : لقد علم عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتمر ثلاثا سوى عمرته التي قرنها بحجته فوافقت ابن عمر عائشة في عدد ابن عباس النبي صلى الله عليه وسلم التي كان اعتمرها قبل حجته ومع حجته وقد ذكرنا حديث عمر هذا فيما تقدم من هذا الباب . ابن عمر
ثم رجعنا إلى ما كنا فيه قبل هذا مما روي عن فيما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه حين قدموا عائشة مكة .