ثم قال عز وجل : ( ومن يتق الله يجعل له مخرجا   ) فالمراد بذلك - والله أعلم - أنه من يتق الله فيطلق كما أمره يكن له مخرجا بالرجعة التي قد جعلها الله عز وجل له وقد روي عن  ابن عباس  ما : 
 1813  - قد حدثنا  إبراهيم بن مرزوق  ، قال حدثنا وهب ،  قال حدثنا  شعبة  ، عن  ابن أبي نجيح  ، وحميد الأعرج ،  عن  مجاهد  ، أن رجلا ، قال  لابن عباس   : رجل طلق امرأته مائة ؟ فقال : أغضبت ربك ، وبانت منك امرأتك ، لم تتق الله فيجعل لك مخرجا قال الله عز وجل : ( ومن يتق الله يجعل له مخرجا   ) وقال عز وجل : (يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن في قبل عدتهن) .  
 1814  - حدثنا  إبراهيم بن مرزوق  ، قال حدثنا  أبو حذيفة  ، قال حدثنا سفيان  ، عن  الأعمش  ، عن مالك بن الحارث ،  قال : جاء رجل إلى  ابن عباس  ، فقال : إن عمي طلق  [ ص: 331 ] امرأته ثلاثا فقال إن عمك عصى الله فآثمه ، وأطاع الشيطان ، فلم يجعل له مخرجا .  
وفي ذلك ما دل على ما ذكرنا في ذلك فيما تقدم . 
وأما قوله عز وجل : ( واللائي يئسن من المحيض من نسائكم إن ارتبتم فعدتهن ثلاثة أشهر واللائي لم يحضن   ) فأما اللائي يئسن من المحيض فمن النساء القواعد اللائي قد خرجن عن المحيض فصرن من غير أهله ، ويئسن منه ، ولا يكون موئسا من شيء من يرجوه ، فدل ذلك على أنه أريد بذلك انقطاع الحيض ، وارتفاع الرجاء فيه . 
				
						
						
