386  - 2 حدثنا إسماعيل بن عبد الله بن عبدة الضبي ،  حدثنا داود بن حماد بن الفرافصة أبو حاتم ،  حدثنا عبدة بن سليمان الرؤاسي   [ ص: 822 ] ، حدثنا إسماعيل بن رافع ،  عن  محمد بن يزيد ،  عن  محمد بن كعب ،  عن  أبي هريرة  رضي الله عنه قال : حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في طائفة من أصحابه ، فقال :  " إن الله تبارك وتعالى لما فرغ من خلق السماوات والأرض ، خلق الصور فأعطاه إسرافيل   عليه السلام فهو واضعه على فيه شاخص بصره إلى العرش ينتظر متى يؤمر " . فقال  أبو هريرة  رضي الله عنه : يا رسول الله ، وما الصور ؟  قال : " القرن " . قلت : كيف هو ؟ قال : " عظيم والذي نفسي بيده ، إن عظم دارة فيه كعرض السماوات " - وقال غيره : إنه قال : والأرض - ينفخ فيه ثلاث نفخات ، الأولى نفخة الفزع والثانية نفخة الصعق ، والثالثة نفخة القيام لرب العالمين ، يأمر الله عز وجل إسرافيل  بالنفخة الأولى  [ ص: 823 ]  [ ص: 824 ] فيقول له : انفخ نفخة الفزع فيفزع له من في السماوات والأرض إلا من شاء الله ، ويأمره فيديمها ويطولها فلا يفتر ، وهي التي يقول الله تبارك وتعالى : ( وما ينظر هؤلاء إلا صيحة واحدة ما لها من فواق   ) ، فيسير الله الجبال فتمر مر السحاب ، ثم تكون ترابا ، وترتج الأرض بأهلها رجا ، وهي التي يقول الله عز وجل : ( يوم ترجف الراجفة  تتبعها الرادفة  قلوب يومئذ واجفة   ) ، فتكون الأرض كالسفينة المرتفعة في البحر تضربها الأمواج تكفأ بأهلها ، وكالقنديل المعلق بالعرش ترجحه الأرواح ، فيبيد  [ ص: 825 ] الناس عن ظهرها فتذهل المراضع ، وتضع الحوامل ، ويشيب الولدان ، وتطير الشياطين هاربة حتى تأتي الأقطار ، فتلقاها الملائكة فتضرب وجوهها ، ويولي الناس مدبرين ، فبينا هم على ذلك إذ تصدعت الأرض فانصدعت من قطر إلى قطر فرأوا أمرا عظيما ، فأخذهم لذلك من الكرب ما الله به عليم ، ثم نظروا إلى السماء فإذا هي كالمهل ، ثم انشقت من قطر إلى قطر ، ثم انخسفت شمسها وقمرها ، وتناثرت نجومها ، ثم كشطت السماء عنهم " . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " والأموات لا يعلمون بشيء من ذلك " . قال  أبو هريرة  رضي الله عنه : يا رسول الله ، فمن استثنى الله عز وجل حين يقول : ( ففزع من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله   ) ؟ قال : " أولئك الشهداء ، وهم أحياء عند ربهم يرزقون ،  وإنما يصل الفزع إلى الأحياء ، فوقاهم الله فزع ذلك اليوم وأمنهم منه ، وهو عذاب الله يبعثه على شرار خلقه ، وهو الذي يقول الله عز وجل : ( يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم  يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ، ولكن عذاب الله شديد   ) ، فيمكثون في ذلك  [ ص: 826 ] البلاء ما شاء الله إلا أنه يطول ذلك ، ثم يأمر الله عز وجل إسرافيل  فيأمره بنفخة الصعق ،  فينفخ نفخة الصعق ، فيصعق أهل السماوات والأرض إلا من شاء الله فإذا هم خمدوا ، جاء ملك الموت عليه السلام إلى الجبار تبارك وتعالى فيقول : يا رب ، قد مات أهل السماوات والأرض إلا من شئت . فيقول الله عز وجل وهو أعلم : فمن بقي ؟ فيقول : يا رب بقيت أنت الحي الذي لا تموت وبقي حملة عرشك وبقي جبريل ،  وميكائيل  وأنا . فيقول الله عز وجل : ليمت جبريل ،  وميكائيل .  فيتكلم العرش ، فيقول : يا رب ، تميت جبريل ،  وميكائيل ؟   " فيقول الله عز وجل : " اسكت ، إني كتبت على كل من تحت عرشي الموت . فيموتان ، ويأتي ملك الموت عليه السلام إلى الجبار تبارك وتعالى فيقول : قد مات جبريل ،  وميكائيل  فيقول الله عز وجل والله أعلم : " فمن بقي ؟ فيقول : يا رب ، بقيت أنت الحي الذي لا تموت وبقي حملة عرشك وبقيت أنا . فيقول الله عز وجل : ليمت حملة عرشي . فيموتون ، ثم يأتي ملك الموت إلى الجبار تبارك وتعالى فيقول : يا رب ، قد مات حملة عرشك . فيقول الله عز وجل وهو أعلم : فمن بقي ؟ فيقول : يا رب بقيت أنت الحي الذي لا تموت وبقيت أنا . فيقول الله عز وجل له : أنت خلق من خلقي ، خلقتك لما رأيت فمت . فيموت ، فإذا لم يبق إلا الله تبارك وتعالى الواحد الأحد الصمد ليس بوالد ولا ولد كان آخرا كما كان أولا قال : لا موت على أهل الجنة ، ولا موت لأهل النار .  ثم  [ ص: 827 ] يطوي الله تبارك وتعالى السماوات والأرض كطي السجل ، ثم دحاها ، ثم يلففها ، ثم قال : أنا الجبار ، ثم هتف بصوته تبارك وتعالى وتقدس فقال : لمن الملك اليوم ؟ ثم قال : لله الواحد القهار ، ثم نادى ألا من كان لي شريكا فليأت ، ألا من الذي كان لي شريكا ؟ ألا من الذي كان لي شريكا فليأت ؟ فلا يأتيه أحد ، ثم يبدل الله السماء والأرض غير الأرض ، فيبسطها ويسطحها ويمدها مد الأديم العكاظي لا ترى فيها عوجا ولا أمتا ، ثم يزجر الله عز وجل الخلق زجرة ، فإذا هم في هذه المبدلة في مثل مواضعهم من الأول في بطنها وعلى ظهرها ، ثم  [ ص: 828 ] ينزل الله عز وجل عليكم ماء من تحت العرش يقال له الحيوان فتمطر السماء عليكم أربعين يوما حتى يكون الماء فوقكم اثني عشر ذراعا ، ويأمر الله عز وجل الأجساد أن تنبت ، فتنبت كنبات الطراثيث وكنبات البقل ، حتى إذا تكاملت أجسادهم فكانت كما كانت قال الله عز وجل : ليحي حملة عرشي . فيحيون فيأمر الله عز وجل إسرافيل  عليه السلام فيأخذ الصور ، ثم يقول الله عز وجل : ليحيي جبريل ،  وميكائيل .  فيحييان ، ثم يدعو الله عز وجل الأرواح فيؤتى بها تتوهج أرواح المسلمين نورا والأخرى ظلمة ، ثم يلقيها الله عز وجل في الصور ، ثم يقول الله عز وجل لإسرافيل :  انفخ نفخة البعث .  فتخرج الأرواح كأنها النحل قد ملأت ما بين السماء والأرض ، فيقول الجبار تبارك وتعالى : وعزتي وجلالي ليرجعن كل روح إلى جسده . فتدخل الأرواح في الأرض على الأجساد ، ثم تدخل في الخياشيم فتمشي في الأجساد كمشي السم في اللديغ ، ثم تنشق الأرض عنكم ، وأنا أول من تنشق عنه الأرض ،  فتخرجون سراعا إلى ربكم تنسلون ، كلكم على سن الثلاثين واللسان يومئذ سرياني  [ ص: 829 ] سراعا إلى ربكم تنسلون ( مهطعين إلى الداع يقول الكافرون هذا يوم عسر   ) ، ذلك يوم الخروج وحشرناكم فلم نغادر منكم أحدا ، فيوقفون في موقف واحد مقدار سبعين عاما لا ينظر إليكم ولا يقضى بينكم ، فتبكي الخلائق حتى ينقطع الدمع ، ثم يدمعون دما ويغرقون حتى يبلغ ذلك منهم الأذقان أو يلجمهم ، ثم يضجون فيقولون : من يشفع لنا إلى ربنا ليقضي بيننا ؟ فيقولون : ومن أحق بذلك من أبيكم آدم ؛  خلقه الله بيده ونفخ فيه من روحه وكلمه قبلا ، فيؤتى آدم  فيطلب ذلك إليه فيأبى ، ثم يستبقون إلى الأنبياء نبيا نبيا ، كلما جاؤوا نبيا أبى " . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " حتى يأتوني ، فإذا جاؤوني انطلقت حتى آتي الفحص فأخر قدام العرش ساجدا حتى يبعث الله عز وجل إلي ملكا فيأخذ بعضدي فيرفعني " . قال  أبو هريرة  رضي الله عنه : يا رسول الله ، وما الفحص ؟ قال : " قدام العرش " . فيقول الله عز وجل : ما شأنك يا محمد  صلى الله عليه وسلم ؟ وهو أعلم ، فأقول : " يا رب وعدتني الشفاعة فشفعني في خلقك ،  واقض بينهم " . فيقول الله عز وجل : قد شفعتك ، أنا آتيكم فأقضي بينكم . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فأرجع فأقف مع الناس ، فبينا نحن وقوف سمعنا حسا من السماء شديدا  [ ص: 830 ] فهالنا فنزل أهل السماء الدنيا بمثلي من فيها من الجن والإنس ، حتى إذا دنوا من الأرض أشرقت الأرض بنورهم وأخذوا مصافهم وقلنا لهم : أفيكم ربنا ؟ قالوا : لا وهو آت ، ثم ينزل أهل السماء الثانية بمثلي من نزل من الملائكة ومثلي من فيها من الجن والإنس ، حتى إذا دنوا من الأرض أشرقت الأرض بنورهم وأخذوا مصافهم ، وقلنا لهم : أفيكم ربنا ؟ قالوا : لا وهو آت ، ثم ينزل أهل السماء الثالثة بمثلي من نزل من الملائكة ومثلي من فيها من الجن والإنس ، حتى إذا دنوا من الأرض أشرقت الأرض بنورهم وأخذوا مصافهم وقلنا لهم : أفيكم ربنا ؟ قالوا : لا وهو آت ، ثم ينزلون على قدر ذلك من التضعيف حتى ينزل الجبار تبارك وتعالى في ظلل من الغمام والملائكة يحمل عرشه يومئذ ثمانية ، وهم اليوم أربعة ، أقدامهم على تخوم الأرض السفلى ، والأرضون والسماوات إلى حجزهم على مناكبهم ، لهم زجل بالتسبيح ، وتسبيحهم أن يقولوا : سبحان ذي الملك والملكوت ، سبحان ذي العز والجبروت ، سبحان الحي الذي لا يموت ، سبحان الذي يميت الخلائق ولا يموت ، سبوح قدوس رب الملائكة والروح ، قدوسا قدوسا ، سبحان ربنا الأعلى ، سبحان ذي الملكوت  [ ص: 831 ] والجبروت والكبرياء والسلطان والعظمة ، سبحانه أبد الأبد . ثم يضع الله تعالى عرشه حيث يشاء من الأرض ، ثم يقول : وعزتي وجلالي لا يجاورني اليوم أحد بظلم ، ثم ينادي نداء يسمع الخلق فيقول : يا معشر الجن والإنس ، إني قد أنصت لكم منذ يوم خلقتكم إلى يومكم هذا أبصر أعمالكم وأسمع قولكم فأنصتوا لي فإنما هي صحفكم وأعمالكم تقرأ عليكم ، فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه ، ثم يأمر الله عز وجل جهنم فيخرج منها عنق ساطع مظلم ، ثم يقول : ( وامتازوا اليوم أيها المجرمون  ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين   ) إلى آخر الآية ، ثم يقضي الله عز وجل بين خلقه كلهم إلا الثقلين الجن والإنس ، يقيد بعضهم من بعض ، حتى إنه ليقيد الجماء من ذات القرن ، حتى إذا لم تبق تبعة لواحدة عند أخرى قال الله عز وجل : كوني ترابا ، فعند ذلك يقول الكافر : ( يا ليتني كنت ترابا   ) . ثم يقضي الله عز وجل بين الثقلين ، فيكون أول ما يقضي فيه الدماء ،  فيؤتى بالذي كان يقتل في  [ ص: 832 ] سبيل الله عز وجل بأمر الله وكتابه ويأتي من قتل كلهم تشخب أوداجه دما يقولون : يا ربنا ، قتلنا هذا ، فيقول الله عز وجل وهو أعلم : لم قتلتهم ؟ فيقول : يا رب ، قتلتهم لتكون العزة لك ، فيقول الله عز وجل : صدقت فيجعل الله عز وجل وجهه مثل نور الشمس ، ثم تشيعه الملائكة إلى الجنة ، ثم يؤتى بالذي كان يقتل في الدنيا على غير طاعة الله عز وجل وغير أمر الله تعززا في الدنيا ، ويأتي من قتل كلهم يحمل رأسه تشخب أوداجه دما فيقولون : ربنا قتلنا هذا ، فيقول الله عز وجل له وهو أعلم : لم قتلتهم ؟ فيقول : يا رب قتلتهم لتكون العزة لي . فيقول الله عز وجل : تعست ، فيسود الله وجهه وتزرق عيناه ، ثم لا تبقى نفس قتلها إلا قتل بها ، ثم يقضي بين من بقي من خلقه إنه ليكلف يومئذ شائب اللبن بالماء ثم يبيعه أن يخلص الماء من اللبن ، حتى إذا لم يبق لأحد عند أحد تبعة نادى مناد فأسمع الخلق كلهم فقال : ألا ليلحق كل قوم بآلهتهم وما كانوا يعبدون من دون الله ، ولا يبقى أحد عبد  [ ص: 833 ] دون الله عز وجل شيئا إلا مثلت له آلهة بين يديه ، ويجعل يومئذ ملك من الملائكة على صورة عيسى  فيتبعه النصارى ، ويجعل ملك من الملائكة على صورة عزير  فيتبعه اليهود ، ثم تقودهم آلهتهم إلى النار وهي التي يقول الله عز وجل : ( لو كان هؤلاء آلهة ما وردوها وكل فيها خالدون   ) ، حتى إذا لم يبق إلا المؤمنون فيهم المنافقون جاءهم الله عز وجل فيما شاء من هيبته فقال : يا أيها الناس الحقوا بآلهتكم وما كنتم تعبدون . فيقولون : والله ما لنا من إله إلا الله وما كنا نعبد غيره ، ثم ينصرف عنهم وهو الله عز وجل فيثبتهم فيمكث ما شاء الله أن يمكث ، ثم يأتيهم فيما شاء من هيبته فيقول : يا أيها الناس ذهب الناس فالحقوا بآلهتكم وما كنتم تعبدون . فيقولون : والله ما لنا من إله إلا الله ، وما كنا نعبد غيره . فيقول الله عز وجل : أنا ربكم . فيقولون : إنا نعوذ بالله منك حتى إنهم ليهمون فيقول : هل بينكم وبين ربكم من آية تعرفونها ؟ فيقولون : نعم . فيكشف الله عز وجل لهم عن ساقه ، ويتجلى لهم من عظمة الله ما يعرفون به ربهم ، فيخرون سجدا فيسجدون ما شاء الله ، ويجعل الله عز وجل أصلاب المنافقين كصياصي البقر ، ويخرون على  [ ص: 834 ] أقفيتهم ، ثم يأذن الله عز وجل لهم فيرفعون ، ثم يضرب بالصراط فيجعل بين ظهري جهنم كحد الشعرة  أو كحد السيف عليه كلاليب وخطاطيف وحسك كحسك السعدان دون جسر دحض ، مزلة أو مزلقة ، فيمرون كطرف العين أو كلمح البصر وكمر الريح وكأجاويد الخيل وكأجاويد الركاب وكأجاويد الرجال فناج سالم ، وناج مخدوش ومكدوش على وجهه في جهنم ، فيقع في جهنم خلق من خلق الله عز وجل أوبقتهم أعمالهم ، فمنهم من تأخذ قدميه لا تجاوز ذلك  [ ص: 835 ] ، ومنهم من تأخذ إلى نصف ساقيه ، ومنهم من تأخذ إلى حقويه ومنهم من تأخذ خده أو جسده إلا صورهم يحرمها الله تعالى عليها ، فإذا أفضى أهل الجنة إلى الجنة قالوا : من يشفع لنا إلى ربنا لندخل الجنة ؟  فيقولون : من أحق بذلك من أبيكم آدم  عليه السلام خلقه الله عز وجل بيده ونفخ فيه من روحه وكلمه قبلا فيؤتى آدم  فيطلب ذلك إليه فيتذكر ذنبا فيقول : ما أنا بصاحب ذلك ، ولكن عليكم بنوح  فإنه أول رسول أرسله الله  صلى الله عليه وسلم . فيأتون نوحا  فيطلب ذلك إليه فيقول : ما أنا بصاحب ذلك ولكن عليكم بإبراهيم  فإن الله عز وجل اتخذه خليلا فيؤتى إبراهيم  فيطلب ذلك إليه فيقول : ما أنا بصاحب ذلك ، ولكن عليكم بموسى  فإن الله عز وجل قربه نجيا ، وأنزل عليه التوراة . فيؤتى موسى  عليه السلام فيطلب ذلك إليه فيقول : ما أنا بصاحب ذلك ، ولكن عليكم بروح الله وكلمته عيسى ابن مريم .  فيؤتى عيسى  فيطلب ذلك إليه فيقول : ما أنا بصاحب ذلك ولكن سأدلكم على صاحب ذلك عليكم بمحمد  صلى الله عليه وسلم " . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فيأتوني ولي عند ربي ثلاث شفاعات وعدنيهن حتى آتي الجنة فآخذ بحلقة الباب فأستفتح فيفتح لي أحيا ويرحب بي ، فإذا دخلت الجنة نظرت إلى ربي عز وجل على عرشه فخررت ساجدا فأسجد ما شاء الله أن أسجد " . قال : " ويأذن الله عز وجل لي من حمده وتمجيده شيئا ما أذن به لأحد من خلقه حتى يقول الله عز وجل لي : ارفع يا محمد ،  واشفع تشفع وسل تعط ،  فإذا رفعت رأسي قال الله عز وجل لي : ما شأنك ؟ وهو أعلم فأقول : " أي رب وعدتني الشفاعة فشفعني في أهل الجنة " . فيقول : قد  [ ص: 836 ] شفعتك ، قد أذنت لهم بدخول الجنة فيدخلون " . فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " والذي بعثني بالحق ما أنتم في الدنيا بأعرف بمساكنكم وأزواجكم من أهل الجنة إذا دخلوا الجنة بمساكنهم وأزواجهم " . ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أشفع فأقول : " أي رب من وقع في النار من أمتي ؟ فيقول الله عز وجل : اذهبوا فأخرجوا من عرفتم صورته فأخرجوه من النار ، فيخرج أولئك حتى لا يبقى أحد ، ثم يأذن الله عز وجل في الشفاعة فلا يبقى نبي ولا شهيد ولا مؤمن إلا يشفع إلا اللعان فإنه لا يكتب شهيدا ، ولا يؤذن له في الشفاعة ، فيقول الله عز وجل : اذهبوا فمن وجدتم في قلبه مثقال دينار من إيمان فأخرجوه من النار ، ثم يقول : ثلثي دينار ، ثم يقول : نصف دينار ، ثم يقول : ثلث دينار ، ثم أو حتى يقول : قيراطا ، ثم يقول : من وجدتم في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان فأخرجوه ، وإن إبليس لعنه الله يومئذ ليتطاول لما يرى من رحمة الله رجاء أن يشفع له ، فإذا لم يبق أحد له شفاعة إلا شفع ولم يبق في النار أحد عمل لله خيرا قط قال الله عز وجل : بقيت أنا وأنا أرحم الراحمين يدخل كفه في جهنم فيخرج ما لا يحصي عدده أحد  [ ص: 837 ] إلا هو كأنهم خشب محترقة ، فيبثهم الله عز وجل على نهر يقال له نهر الحيوان فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل ، ما يلي الشمس أخيضر وما يلي الظل منها أصيفر " . فكانت العرب إذا سمعوا بذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون : يا رسول الله ، كأنك كنت في البادية . فينبتون في جيفهم حتى يكونوا أمثال الذر مكتوب في رقابهم الجهنميون ، وعتقاء الرحمن يعرفهم أهل الجنة بذلك الكتاب فيمكثون في الجنة ما شاء الله كذلك ، ثم يقولون : يا ربنا امح عنا هذا الكتاب فيمحو الله تعالى عنهم ذلك .  [ ص: 838 ] 
 387  - 3 حدثنا  الوليد بن أبان ،  حدثنا  إسحاق بن إبراهيم ،  حدثنا  أبو عاصم   - وأشك في بعضه - حدثنا إسماعيل بن رافع ،  عن محمد بن أبي زياد ،  عن  محمد بن كعب القرظي ،  عن رجل من الأنصار ،  عن  أبي هريرة  رضي الله عنه ، حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في طائفة من أصحابه فذكر الحديث .  [ ص: 839 ] 
 388  - 4 حدثنا  الوليد ،  حدثنا  يعقوب بن سفيان ،  قال : قرأت على  مكي بن إبراهيم  قلت : أخبركم إسماعيل بن رافع ،  عن  محمد بن يزيد ،  عن  أبي هريرة  رضي الله عنه قال : حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن عصابة من أصحابه . فذكر الحديث  [ ص: 840 ] 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					