817 - أخبرنا أحمد بن الحسن بن عتبة الرازي ، ثنا أبو الزنباع روح بن الفرج ، (ح) وأنبأ عبد الله بن جعفر ، بمصر ، ثنا قال : ثنا يحيى بن أيوب ، ثنا يحيى بن عبد الله بن بكير ، عن الليث بن سعد ، خالد بن يزيد ، عن عن سعيد بن أبي هلال ، عن زيد بن أسلم ، عن عطاء بن يسار ، أنه قال : أبي سعيد الخدري ، إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ) " فيشفع النبيون والملائكة والمؤمنون ، فيقول الجبار عز وجل : بقيت شفاعتي ، فيقبض قبضة من النار فيخرج أقواما قد امتحشوا ، فيلقون في نهر بأفواه الجنة يقال له الحياة ، فينبتون في حافتيه كما تنبت الحبة في حميل السيل ، قد رأيتموها إلى جانب الصخرة أو إلى جانب الشجرة ، فما كان إلى الشمس منها أخيضر ، وما كان منها إلى الظل كان أبيض ، فيحيون كأنهم اللؤلؤ ، فتجعل في رقابهم الخواتيم ، فيدخلون الجنة فيقول أهل الجنة : هؤلاء عتقاء الرحمن عز وجل ، أدخلهم بغير عمل عملوه ولا خير قدموه ، فيقال لهم : لكم ما رأيتم ومثله معه " . قلنا : يا رسول الله ، هل نرى ربنا عز وجل ؟ ، قال : " هل تضارون في رؤية [ ص: 801 ] الشمس إذا كانت صحوا ؟ " ، قلنا : لا ، قال : " أتضارون في رؤية القمر ليلة البدر إذا كان صحوا ؟ " ، قلنا : لا ، قال : " فإنكم لا تضارون في رؤية ربكم عز وجل يومئذ إلا كما لا تضارون في رؤيتهما ، ثم ينادي مناد : ليذهب كل قوم مع ما كانوا يعبدون ، فيذهب أصحاب الصليب مع صليبهم ، وأصحاب الأوثان مع أوثانهم ، وأصحاب كل إله يتبع آلهتهم ، حتى يبقى من كان يعبد الله من بر وفاجر وغبرات من أهل الكتاب ، ويؤتى بجنهم تعرض كأنها سراب ، فيقال لليهود : ما كنتم تعبدون ؟ قالوا : كنا نعبد عزيرا ابن الله ، فيقال : كذبتم ، لم يكن لله صاحبة ولا ولد ، فما تريدون ؟ ، قالوا : نريد أن تسقينا ، قال : اشربوا ، فيتساقطون في جهنم ، ثم يقال للنصارى : ما كنتم تعبدون ؟ ، فيقولون : كنا نعبد المسيح ابن الله ؟ فيقال : كذبتم ، لم يكن لله صاحبة ولا ولد ، فماذا تريدون ؟ ، فيقولون : نريد أن تسقينا ، فيقال : اشربوا ، فيتساقطون فيها حتى يبقى من كان يعبد الله من بر وفاجر فيقال لهم : ما يجلسكم وقد ذهب الناس ؟ ، فيقولون : قد فارقناهم ونحن أحوج إليهم منا اليوم ، وإنا سمعنا مناديا يقول : ليلحق كل قوم بما كانوا يعبدون وإنا ننتظر ربنا ، فيأتيهم الجبار في صورة غير صورته التي رأوه فيها أول مرة ، فيقول : أنا ربكم ، فيقولون : أنت ربنا ، ولا يكلمه إلا الأنبياء ، فيقول : هل بيني وبينكم آية تعرفونها ؟ ، فيقولون : الساق ، فيكشف عن ساقه ، فيسجد له كل مؤمن ، ويبقى كل من يسجد لله رياء ، وسمعة ، فيذهب كيما يسجد فيعود ظهره طبقا واحدا ، ثم يؤتى بالجسر فيجعل بين ظهري جهنم " ، قلنا : يا رسول الله وما الجسر ؟ ، قال : " مدحضة مزلة ، عليه خطاطيف وكلاليب مفلطحة لها شوكة عقيفاء تكون بنجد يقال لها السعدان ، المؤمن عليها كالطرف ، وكالبرق ، وكالريح ، وكأجاود الخيل ، والركاب ، فناج مسلم ، وناج مخدوش ، ومكدوس في نار جهنم حتى يمر أحدهم يسحب سحبا ، فما أنتم بأشد مناشدة لي في الحق قد تبين لكم من المؤمنين يومئذ الجبار إذا رأوهم أنهم قد نجوا في إخوانهم ، يقولون : إخواننا كانوا يصلون معنا ، ويصومون معنا ، ويعملون معنا ، فيقول الله عز وجل : اذهبوا فمن وجدتم في قلبه مثقال دينار من إيمان فأخرجوه ، ويحرم الله صورهم على النار ، فيأتونهم وبعضهم قد غاب في النار إلى قدميه وإلى أنصاف ساقيه فيخرجون من عرفوا ثم يعودون [ ص: 802 ] ، فيقول : اذهبوا ، فمن وجدتم في قلبه مثقال نصف دينار فأخرجوه ، فيخرجون من عرفوا ، ثم يعودون ، فيقول : اذهبوا فمن وجدتم في قلبه مثقال ذرة من إيمان فأخرجوه ، فيخرجون " . قال أبو سعيد : فإن لم تصدقوني فاقرؤوا ، يقول الله عز وجل : ( قال سعيد بن أبي بلال : " بلغني أن الجسر أدق من الشعر وأحد من السيف " . ا هـ . رواه آدم بن أبي إياس ، وعيسى بن حماد . أنبأ أحمد بن محمد بن إسماعيل ، ثنا أبي ، ثنا عيسى بهذا . ا هـ .