الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المكتبة الإسلامية

الرئيسية
المكتبة الإسلامية

فهرس الكتاب

- مقدمة

- فصل في بيان الزهد وأنواعه ومن هو الجدير باسم الزاهد

- فصل في العزلة والخمول

- فصل في ترك الدنيا ومخالفة النفس والهوى

- فصل آخر في قصر الأمل والمبادرة بالعمل قبل بلوغ الأجل

- فصل في الاجتهاد في الطاعة وملازمة العبودية

- باب الورع والتقوى

الزهد الكبير للبيهقي

البيهقي - أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي

صفحة

جزء

975 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنبأ جعفر بن محمد بن نصير، ثنا أبو محمد الجريري قال : سمعت سهل بن عبد الله يقول : " اجعلوا طعامكم الشعير، وإدامكم الجوع، وحلاوتكم التمر، ومالحكم الملح، ولباسكم الصوف، وبيوتكم المساجد، ودفاءكم - أو قال : رواقكم - الشمس، وسراجكم القمر، وطيبكم الماء، ودينكم الحذر، وعلمكم الارتضاء، وزادكم التقوى، وأكلكم بالليل، ونومكم بالنهار، وكلامكم الذكر، وهمتكم الفكرة والعبرة، وملجأكم وسندكم وناصركم المولى، ولباسكم الحياء، ومالكم الثقة، واجعلوا ضميركم على هذا إلى الممات، قال : ولا يتم هذا للعبد [ ص: 357 ] حتى يشاهد الله بقلبه يعاين الغيب، وينكشف له اليقين، فتهون عليه الأمور الشدائد، وبمكاشفة اليقين مشوا على الماء وفي الهواء، ومن لم يعط هذا فليس في شيء " .

975 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَنْبَأَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ، ثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْجَرِيرِيُّ قَالَ : سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ : " اجْعَلُوا طَعَامَكُمُ الشَّعِيرَ، وَإِدَامَكُمُ الْجُوعَ، وَحَلَاوَتَكُمُ التَّمْرَ، وَمَالِحَكُمُ الْمِلْحَ، وَلِبَاسَكُمُ الصُّوفَ، وَبُيُوتَكُمُ الْمَسَاجِدَ، وَدِفَاءَكُمْ - أَوْ قَالَ : رُوَاقَكُمُ - الشَّمْسَ، وَسِرَاجَكُمُ الْقَمَرَ، وَطِيبَكُمُ الْمَاءَ، وَدِينَكُمُ الْحَذَرَ، وَعِلْمَكُمُ الِارْتِضَاءَ، وَزَادَكُمُ التَّقْوَى، وَأَكْلَكُمْ بِاللَّيْلِ، وَنَوْمَكُمْ بِالنَّهَارِ، وَكَلَامَكُمُ الذِّكْرَ، وَهِمَّتَكُمُ الْفِكْرَةَ وَالْعِبْرَةَ، وَمَلْجَأَكُمْ وَسَنَدَكُمْ وَنَاصِرَكُمُ الْمَوْلَى، وَلِبَاسَكُمُ الْحَيَاءَ، وَمَالَكُمُ الثِّقَةَ، وَاجْعَلُوا ضَمِيرَكُمْ عَلَى هَذَا إِلَى الْمَمَاتِ، قَالَ : وَلَا يَتِمُّ هَذَا لِلْعَبْدِ [ ص: 357 ] حَتَّى يُشَاهِدَ اللَّهَ بِقَلْبِهِ يُعَايَنَ الْغَيْبَ، وَيَنْكَشِفَ لَهُ الْيَقِينُ، فَتَهُونَ عَلَيْهِ الْأُمُورُ الشَّدَائِدُ، وَبِمَكَاشَفَةِ الْيَقِينِ مَشَوْا عَلَى الْمَاءِ وَفِي الْهَوَاءِ، وَمَنْ لَمْ يُعْطَ هَذَا فَلَيْسَ فِي شَيْءٍ " .

التالي السابق

الخدمات العلمية

تفسير الآية ترجمة علم عناوين الشجرة تخريج حديث