2 - باب تحسين العبد عبادة معبوده حتى كأنه يراه ويشاهده  فإنه سبحانه يراه ويعلم سره وعلانيته 
قال الله تعالى : ألم يعلم بأن الله يرى  ، وقال : يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون   . 
 10  - أخبرنا  أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران العدل  بمدينة السلام  ، أخبرنا  أبو علي إسماعيل بن محمد الصفار  ، حدثنا  محمد بن عبيد الله بن المنادي  ، حدثنا  يونس بن محمد  ، حدثنا  معتمر بن سليمان  ، عن أبيه ، عن  يحيى بن يعمر  ، قال : قيل  لابن عمر   : يا أبا عبد الرحمن   ! إن قوما يزعمون ليس قدر قال : هل عندنا منهم أحد ؟ قال : قلت : لا . قال : فأبلغهم عني إذا لقيتهم أن  ابن عمر  بريء إلى الله منكم وأنتم برآء إلى الله منه . سمعت  عمر بن الخطاب  قال : بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في أناس إذ جاءه رجل ليس عليه عناء سفر ، وليس من البلد ، يتخطى حتى ورك بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم كما يجلس أحدنا في الصلاة ، ثم وضع يده على ركبتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا محمد   ! ما الإسلام ؟ فقال : " الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأن تقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتحج وتعتمر ، وتغتسل من  [ ص: 15 ] الجنابة . وتتم الوضوء ، وتصوم رمضان " . قال : فإن فعلت هذا فأنا مسلم ؟ قال : " نعم " قال : صدقت . قال : يا محمد   ! ما الإيمان ؟ قال : " الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله ، وتؤمن بالجنة والنار والميزان ، وتؤمن بالبعث بعد الموت ، وتؤمن بالقدر خيره وشره " . قال : فإذا فعلت هذا فأنا مؤمن ؟ قال : " نعم " . قال : صدقت . قال : يا محمد   ! ما الإحسان ؟ قال : " أن تعمل لله كأنك تراه فإنك إن لا تراه فإنه يراك " . قال : فإذا فعلت هذا فأنا محسن ؟ قال : " نعم " . قال : صدقت . قال : فمتى الساعة ؟ قال : " سبحان الله ! ما المسئول بأعلم بها من السائل " قال : " إن شئت أنبأتك بأشراطها . قال : أجل . قال : " إذا رأيت العالة الحفاة العراة يتطاولون في البناء وكانوا ملوكا " . قال : ما العالة الحفاة العراة ؟ قال : " العرب " . قال : " وإذا رأيت الأمة تلد ربها وربتها فذلك من أشراط الساعة " . قال : صدقت . ثم نهض فولى . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " علي بالرجل " . قال : فطلبناه فلم نقدر عليه . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هل تدرون من هذا ؟ هذا جبريل  عليه السلام أتاكم يعلمكم دينكم فخذوا عنه ، فوالذي نفسي بيده ما شبه علي منذ أتاني قبل مدتي هذه وما عرفته حتى ولى "   . 
إسناده على شرط مسلم   . وذكره في العمرة والغسل علله الدارقطني   .  [ ص: 16 ] 
 11  - أخبرنا محمد بن [ . . . . . ] أحمد بن محمد الحاتمي الطوسي  يقول : سمعت إبراهيم بن شيبان  يقول : سمعت الجنيد بن محمد  يقول : وسئل عن أول مقام التوحيد ؟ فقال : قول رسول الله صلى الله عليه وسلم :  " كأنك تراه "  . 
 12  - أخبرنا  أبو عبد الله الحافظ  ، وأبو عبد الرحمن السلمي  ، وأبو سعيد بن أبي عمرو  ، قالوا : حدثنا  أبو العباس محمد بن يعقوب  ، أخبرنا  العباس بن الوليد بن مزيد  ، أخبرني أبي ، قال : سمعت  الضحاك بن عبد الرحمن  يقول : سمعت  بلال بن سعد  يقول : " عباد الرحمن ! إنكم تعملون في أيام قصار لأيام طوال وفي دار زوال  [ ص: 17 ] لدار مقام ، وفي دار نصب لدار نعيم وخلد ، فمن لم يعمل على يقين فلا يتغنى " . 
 13  - حدثنا أبو محمد عبد الله بن يوسف بن أحمد الأصبهاني  ، أخبرنا  أبو سعيد بن الأعرابي  ، حدثنا  الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني  ، حدثنا  سفيان بن عيينة  ، عن  عمرو بن دينار  ، عن يحيى بن جعدة  ، قال : قال  أبو بكر الصديق  رضي الله عنه : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : في الصيف عام الأول والعهد قريب :  " سلوا الله عز وجل اليقين والعافية "  . 
 14  - وروينا عن أوسط البجلي  ، سمع  أبا بكر  ، سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : معناه ، وزاد :  " فإنه ما أوتي العبد بعد اليقين خيرا من العافية   "  . 
 15  - وأخبرنا  أبو الحسين بن بشران  ، أخبرنا الحسين بن صفوان  ، حدثنا عبد الله بن أبي الدنيا  ، حدثني محمد بن عثمان العجلي  ، حدثنا  أبو أسامة  ، عن  جرير بن حازم  ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :  " إن الناس لم يؤتوا في الدنيا خيرا من اليقين والعافية فسلوهما الله "   [ ص: 18 ]  . 
 16  - قال  الحسن   : " صدق الله ورسوله : باليقين طلبت الجنة ، وباليقين هرب من النار ، وباليقين أديت الفرائض ، وباليقين صبر على الحق ، وفي معافاة الله خير كثير ، قد والله رأيناهم يتقاربون في العافية فإذا نزل البلاء تفاوتوا " . 
 17  - أخبرنا  أبو عبد الله الحافظ  ، أخبرنا  الحسن بن محمد بن إسحاق  ، قال : سمعت أبا عثمان الحناط  يقول : سمعت ذا النون  يقول : ثلاثة من أعلام اليقين : " النظر إلى الله في كل شيء ، والرجوع إليه في كل شيء ، والاستغناء به في كل حال " . 
* * * 
 [ ص: 19 ] 
				
						
						
