2235 -
2235 - شكونا إليهم خراب العرا ق فعابوا علينا لحوم البقر فكانوا كما قيل فيما مضى
أريها السها وتريني القمر
2236 - وفي مثل ذلك يقول منذر بن سعيد رحمه الله :
عذيري من قوم يقولون كلما طلبت دليلا هكذا قال مالك
وإن عدت قالوا هكذا قال وقد كان لا يخفى عليه المسالك أشهب
فإن زدت قالوا قال سحنون مثله ومن لم يقل ما قال فهو آفك
فإن قلت قال الله ضجوا وأكثروا وقالوا جميعا أنت قرن مماحك
وإن قلت قد قال الرسول فقولهم ائت مالكا في ترك ذاك المالك
وأجازوا النظر في اختلاف أهل مصر وغيرهم من أهل المغرب فيما خالفوا فيه مالكا من غير أن يعرفوا وجه قول ولا وجه قول مخالفه ، منهم ولم يبيحوا النظر في كتب من خالف مالك مالكا إلى دليل يبينه ووجه يقيمه لقوله وقول جهلا فيهم وقلة نصح وخوفا من أن يطلع الطالب على ما هم فيه من النقص والقصر فيزهد فيهم ، وهم مع ما وصفنا يعيبون من خالفهم ويغتابونه ويتجاوزون القصد في ذمه ؛ ليوهموا السامع لهم أنهم على حق وأنهم أولى باسم العلم وهم ( مالك كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ) ، وإن أشبه الأمور بما هم عليه ما .
2237 - قاله منصور الفقيه رحمه الله : [ ص: 1139 ] .
خالفوني وأنكروا ما أقول قلت لا تعجلوا فإني سؤول
ما تقولون في الكتاب فقالوا هو نور على الصواب دليل
وكذا سنة الرسول وقد أفلح من قال ما يقول الرسول
واتفاق الجميع أصل وما ينكر هذا وذا وذاك العقول
وكذا الحكم بالقياس فقلنا من جميل الرجال يأتي الجميل
فتعالوا نرد من كل قول ما نفى الأصل أو نفته الأصول
فأجابوا فنوظروا فإذا العلم لديهم هو اليسير القليل
فعليك يا أخي بحفظ الأصول والعناية بها واعلم أن من عنى بحفظ السنن والأحكام المنصوصة في القرآن ونظر في أقاويل الفقهاء فجعله عونا له على اجتهاده ومفتاحا لطرائق النظر وتفسيرا لجمل السنن المحتملة للمعاني ، ولم يقلد أحدا منهم تقليد السنن التي يجب الانقياد إليها على كل حال دون نظر ، ولم يرح نفسه مما أخذ العلماء به أنفسهم من حفظ السنن وتدبرها واقتدائهم في البحث والتفهم والنظر وشكر لهم سعيهم فيما أفادوه ونبهوا عليه وحمدهم على صوابهم الذي هو أكثر أقوالهم ولم يبرئهم من الزلل كما لم يبرئوا أنفسهم منه فهذا هو الطالب المتمسك بما عليه السلف الصالح وهو المصيب لحظه والمعاين لرشده والمتبع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم وهدي صحابته رضي الله عنهم وعمن اتبع بإحسان آثارهم ، ومن أعفى نفسه من النظر وأضرب عما ذكرنا وعارض السنن برأيه ورام أن يردها إلى مبلغ نظره فهو ضال مضل ، ومن جهل ذلك كله أيضا وتقحم في الفتوى بلا علم فهم أشد عمى وأضل سبيلا :
لقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي .
وقد علمت أنني لا أسلم من جاهل معاند لا يعلم .
ولست بناج من مقالة طاعن ولو كنت في غار على جبل وعر
ومن ذا الذي ينجو من الناس سالما ولو غاب عنهم بين خافيتي نسر
واعلم يا أخي أن السنن والقرآن هما أصل الرأي والعيار عليه وليس الرأي بالعيار على السنة بل السنة عيار عليه ، ومن جهل الأصل لم يصب الفرع أبدا .