قال المصنف رحمه الله: قلت لو يحكى أن رجلا من المجانين أنحل من السلسلة فأخذ سكينا وجعل يشرح لحم نفسه ويقول أنا ما رأيت مثل هذا الجنون لصدق على هذا: وإلا فانظروا إلى حال هذا المسكين وبما فعل بنفسه ثم يعتقد أن هذا قربة نسأل الله العافية. أخبرنا أحمد بن ناصر ، نا أحمد بن علي بن خلف ، نا قال سمعت أبو عبد الرحمن السلمي أبا بكر الداري يقول سمعت أبا الحسين الريحاني يقول سمعت إبراهيم الخواص يقول: رأيت شيخا من أهل المعرفة عرج بعد سبعة عشر يوما على سبب في البرية فنهاه شيخ كان معه فأبى أن يقبل فسقط ولم يرتفع عن حدود الأسباب. قلت هذا قد أراد أن يصبر عن القوت أكثر من هذا وليس الصبر إلى هذا الحد وأن أطيق بفضيلة. أخبرنا محمد بن أبي القاسم ، نا ، نا رزق الله بن عبد الوهاب أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين. قال سمعت جدي إسماعيل بن نجيد يقول: دخل إبراهيم الهروي مع شبة البرية. فقال يا شبة اطرح ما معك من العلائق قال فطرحتها كلها وأبقيت دينارا فخطا خطوات ثم قال: اطرح كل ما معك لا تشغل سري قال: فأخرجت الدينار ودفعته إليه فطرحه ثم خطا خطوات وقال اطرح ما معك. قلت ليس معي شيء. قال بعد سري مشتغل ثم ذكرت أن معي دستجة شسوع فقلت ليس معي إلا هذه. قال فأخذها فطرحها ثم قال امش فمشينا فما احتجت إلى شبع في البادية إلا وجدته مطروحا بين يدي فقال لي كذا من عامل الله بالصدق.