[ ص: 315 ] ذكر تلبيس إبليس على جماعة من القوم في دفنهم كتب العلم وإلقائها في الماء.
قال المصنف رحمه الله: قد كان جماعة منهم تشاغلوا بكتابة العلم ثم لبس عليهم إبليس وقال ما المقصود إلا العمل ودفنوا كتبهم. فقد روي أن رمى كتبه في البحر، وقال: نعم الدليل كنت الاشتغال بالدليل بعد الوصول محال. ولقد طلب أحمد بن أبي الحواري الحديث ثلاثين سنة فلما بلغ منه الغاية حمل كتبه إلى البحر فغرقها. وقال يا علم لم أفعل بك هذا تهاونا ولا استخفافا بحقك ولكني كنت أطلبك لأهتدي بك إلى ربي فلما اهتديت بك استغنيت عنك. أخبرنا أحمد بن أبي الحواري أبو بكر بن حبيب ، نا أبو سعد بن أبي صادق ابن باكويه قال سمعت أبا الحسن غلام شعوانة بالبصرة يقول سمعت أبا الحسن بن سالم ، عن أبي عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ قال أحمد بن محمد بن إسماعيل. ، أبو الحسين بن الخلال كان حسن الفهم له صبر على الحديث وإنه كان يتصوف ويرمى بالحديث مدة ثم يرجع ويكتب. ولقد أخبرت أنه رمي بجملة من سماعاته القديمة في دجلة. فأول ما سمع على أبي العباس الأصم وطبقته وكتب الكثير. أنبأنا زاهر بن طاهر ، نا أحمد بن الحسين البيهقي قال: سمعت يقول سمعت أبا عمرو بن أبي جعفر أبا طاهر الجنايدي يقول: لقد كان يقرأ علينا فإذا فرغ من الجزء رمى بأصله في موسى بن هارون دجلة ويقول قد أديته.
أخبرنا ، نا محمد بن ناصر أحمد بن علي بن خلف ، نا قال سمعت أبو عبد الرحمن السلمي أبا نصر الطوسي يقول: سمعت جماعة من مشايخ الري يقولون - ورث أبو عبد الله المقري عن أبيه خمسين ألف دينار سوى الضياع والعقار فخرج عن جميع ذلك وأنفقها على الفقراء قال: فسألت عن ذلك فقال: أحرمت وأنا غلام حدث وخرجت إلى أبا عبد الله مكة على الوحدة حين لم يبق لي شيء أرجع إليه وكان اجتهادي أن أزهد في الكتب وما جمعت من العلم والحديث أشد علي من الخروج إلى مكة والتقطع في الأسفار والخروج عن ملكي. أخبرنا ، نا أبو منصور القزاز أحمد بن علي بن ثابت ، نا إسماعيل الحيري ، ثنا محمد بن الحسين السلمي قال سمعت أبا العباس بن الحسين البغدادي يقول سمعت الشبلي يقول: أعرف من لم يدخل في هذا الشأن حتى أنفق جميع ملكه وغرق في هذه الدجلة سبعين قمطرا مكتوبا بخطه وحفظ وقرأ بكذا وكذا رواية يعني بذلك نفسه.