3 - باب بدء وحيه صلى الله تعالى عليه وسلم وصفته في تلك الحالة
17 - أخبرنا أنبا عبد الواحد بن أحمد المليحي أنبا أحمد بن عبد الله النعيمي أنبا محمد بن يوسف أنبا محمد بن إسماعيل أنبا يحيى بن بكير عن الليث عقيل عن عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير رضي الله تعالى عنها ، أنها قالت : عائشة أم المؤمنين بغار حراء فيتحنث فيه . وهو التعبد الليالي ذوات العدد . قبل أن ينزع إلى أهله ويتزود لذلك ثم يرجع إلى [ ص: 16 ] فيتزود لمثلها ، حتى جاءه الحق وهو في خديجة غار حراء ، فجاءه الملك فقال : اقرأ ، قلت : ما أنا بقارئ ، فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ، ثم أرسلني فقال : اقرأ ، فقلت : ما أنا بقارئ ، فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد فقال : اقرأ ، فقلت ، ما أنا بقارئ ، فأخذني فغطني الثالثة ، ثم أرسلني فقال : ( اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم ) . فرجع بها رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم يرجف فؤاده ، فدخل على فقال زملوني زملوني ، فزملوه حتى ذهب عنه الروع . فقال خديجة بنت خويلد وأخبرها الخبر : لقد خشيت على نفسي ، فقالت لخديجة كلا والله ما يخزيك الله أبدا ، إنك لتصل الرحم ، وتحمل الكل ، وتكسب المعدوم ، وتقري الضيف ، وتعين على نوائب الحق . فانطلقت به خديجة : حتى أتت خديجة ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى ابن عم وكان امرءا تنصر في الجاهلية وكان يكتب الكتاب العربي ، فيكتب من الإنجيل بالعربية [ ص: 17 ] ما شاء الله أن يكتب ، وكان شيخا كبيرا قد عمي . فقالت له خديجة ، يا بن عم اسمع من ابن أخيك . فقال له خديجة : ورقة : يا بن أخي ماذا ترى ؟ فأخبره رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم خبر ما رأى . فقال له ورقة : هذا الناموس الذي نزل الله على موسى يا ليتني فيها جذعا ، ليتني أكون حيا إذ يخرجك قومك . فقال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم : أومخرجي هم ؟ قال : نعم ، لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي ، وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا . ثم لم ينشب ورقة أن توفي وفتر الوحي . أول ما بدي به رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم ، وكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ، ثم حبب إليه الخلاء ، فكان يخلو