تعلقت بآمال طوال أي آمال وأقبلت على الدنيا
ملحا أي إقبال فيا هذا تجهز لـ
ـفراق الأهل والمال فلا بد من الموت
على حال من الحال
قصرك الشيب فاقض ما أنت قاض ببدار من قبل حين البياض
إن شرخ الشباب قرض الليالي فتصرف فيه قبل التقاضي
فكم من صحيح بات للموت آمنا أتته المنايا بغتة بعدما هجع
فلم يستطع إذ جاءه الموت فجأة فرارا ولا منه بقوته امتنع
فأصبح تبكيه النساء مقنعا ولا يسمع الداعي وإن صوته رفع
وقرب من لحد فصار مقيله وفارق ما قد كان بالأمس قد جمع
[ ص: 266 ]
على ذا ما مضى وعليه نمضي طوال منى وآجال قصار
وأيام تعرفنا مداها أما أنفاسنا فيها سفار
ودهر ينثر الأعمار نثرا كما للغصن بالورق انتثار
ودنيا كلما وضعت جنينا غذاه من نوائبها طوار
هي العشواء ما خبطت هشم هي العجماء ما جرحت جبار
فمن يوم بلا أمس ليوم بغير غد إليه بنا يسار