أين من كان قبلنا أين أينا من رجال كانوا جمالا وزينا إن دهرا أتى عليهم فأفنى
عددا منهم سيأتي علينا خدعتنا الآمال حتى جمعنا
وطلبنا لغيرنا وسعينا وابتنينا وما نفكر في الدهـ
ـر وفي صرفه غداة ابتنينا وابتغينا من المعاش فضولا
لو قنعنا بدونها لاكتفينا ولعمري لنرحلن ولا نمـ
ـضي بشيء منها إذا ما مضينا اختلفنا في المقدرات وسوى اللـ
ـه بالموت بيننا فاستوينا كم رأينا من ميت كان حيا
ووشيكا يرى بنا ما رأينا ما لنا نأمن المنون كأنا
لا نراهن يهتدين إلينا عجبا لامرئ تيقن أن الـ
ـموت حق فقر بالعيش عينا
سبيل الخلق كلهم الفناء فما أحد يدوم له البقاء
يقربنا الصباح إلى المنايا ويدنينا إليهن المساء
فلا تركب هواك وكن معدا فليس مقدرا لك ما تشاء
أتأمل أن تعيش وأي غصن على الأيام طال له النماء
تراه أخضر العيدان غضا فيصبح وهو مسود غثاء
وجدنا هذه الدنيا غرورا متى ما تعط يرتجع العطاء
فلا تركن إليها مطمئنا فليس بدائم منها الصفاء
حتى متى لا تزال معتذرا من زلة منك لا تزال راكبها
تعقبها مثلها وتعقبك الحسـ ـرة من مثلها عواقبها
لتركك الذنب لا تقاربه أيسر من توبة تطالبها
[ ص: 285 ] يا هذا : جبلت القلوب على حب من أحسن إليها ، فواعجبا ممن لم ير محسنا سوى الله عز وجل كيف لا يميل بكليته إليه ، يا منعما عليه بالعافية بئس ما أنفقت فيه رأس المال ، كم ذنب لك فعله غيرك فهتك ذاك وسترت ، ويحك ! احذر نفار النعم فما كل شارد بمردود ! إذا وصلت إليك أطرافها فلا تنفر أقصاها بقلة الشكر ! .
لك نفس يسرها كل شيء يضرها
هي تفنى على الزما ن ويزداد شرها