إخواني : ، أضر الخليل ما عليه جرى وهذه مدائحه كما ترى ، من صابر الهوى ربح واستفاد ، ومن غفل فاته المراد . السعيد من اعتبر ، وتفكر في العواقب ونظر
يا فؤادي غلبتني عصيانا فأطعني فقد عصيت زمانا يا فؤادي أما تحن إلى طو
بى إذا الريح حركت أغصانا مثل الأولياء في جنة الخلد
إذا ما تقابلوا إخوانا قد تعالوا على أسرة در
لابسين الحرير والأرجوانا وعليهم تيجانهم والأكاليل
تباهي بحسنها التيجانا ثم آووا فاستقبلتهم حسان
من بنات النعيم فقن الحسانا بوجوه مثل المصابيح نورا
ما عرفن الظلال والأكنانا فهم الدهر في سرور عجيب
ويزورون ربهم أحيانا
كان طويل السهر يقول : أخاف أن يأتي أمر الله وأنا نائم . بشر الحافي
كم منع نفسه من شهوة فما أنالها ، حتى سمع : كل يا من لم يأكل لما أتى لها ، كم حمل عليها حملا وما رثى لها ، كم همت بنيل غرض بدا لها لما خافت عقبى مرض ينالها ، أصبح زاهدا وأمسى عفيفا ، ما أخذ من الدنيا إلا طفيفا ، وما خرج عنها إلا نظيفا ، هذا وكم وجد من الدنيا سعة وريفا ، تقلب في ثياب الصبر نحيفا ، وتوغل في طريق التقوى لطيفا تالله لقد كان رأيه حصيفا ، وما قدر حتى أعانه الرحمن وخلق الإنسان ضعيفا .
[ ص: 97 ]
بكت عينه رحمة للبدن فعفى البكاء مكان الوسن
وألبسه الشوق ثوب السقام كأن السقام عليه حسن
وأنس مدامعه بالدموع لم يدع السر حتى علن
فيا طول عصيانه للغرام ويا حسن طاعته للحزن
لله ساع بلغته قدمه حيث تعدت عاليات هممه
أو قاعد مع العفاف قانع ببلغة الزاد حشاه وفمه
لم ينتقص طلاوة من وجهه ورقه ذلك سؤال يصمه
تلونت خلائق الدهر به فحنكته صهبه ودهمه
واختبر الناس فلو ساومته قرب أخيه عله يحتشمه
والله ما عفتك يا دنيا بلى وإن فيك لمتاعا أعلمه
لكن أبناءك من لا صبغتي صبغته ولا وفائي شيمه
أخرج من حكمة الصدر وما فيهم بسحري من يصح سقمه
كم باسم لم من وراء سره والليث لا يغرني تبسمه
وحاطب على اتخاذي صحبتي والبدر مولود بغير توأمه
ربح القوم وخسرت ، وساروا إلى المحبوب وما سرت ، وأجيروا من اللوم وما أجرت ، واستزيدوا إلى القرب وما استزدت ، ذنوبك طردتك عنهم ، وخطاياك أبعدتك منهم ، قم في الليل ترى تلك الرفقة ، واسلك طريقتهم وإن بعدت الشقة ، وابك على تأخرك واحذر الفرقة .
[ ص: 98 ]
شمر عسى أن ينفع التشمير وانظر بفكرك ما إليه تصير
طولت آمالا تكنفها الهوى ونسيت أن العمر منك قصير
قد أفصحت دنياك عن غدراتها وأتى مشيبك والمشيب نذير
دار لهوت بزهوها متمتعا ترجو المقام بها وأنت تسير
واعلم بأنك راحل عنها ولو عمرت فيها ما أقام ثبير
ليس الغنى في العيش إلا بلغة ويسير ما يكفيك منه كثير
لا يشغلنك عاجل عن آجل أبدا فملتمس الحقير حقير
ولقد تساوى بين أطباق الثرى في الأرض مأمور بها وأمير