وآتيناه من كل شيء سببا قال قوله تعالى : : علم ما يتسبب به إلى ما [ ص: 141 ] يريد وقيل : هو العلم بالطرق والمسالك ابن عباس فأتبع سببا أي قفا الأثر ، وقرأ عاصم وابن عامر وحمزة والكسائي : فأتبع في المواضع الثلاثة ، قال التقدير فأتبع سببا سببا ، والسبب : الطريق . أبو علي :
قوله تعالى : في عين حمئة أي ذات حمأة ، قرأ ابن عامر وحمزة : " حامية " أي حارة ، قال وجدها تغرب في ماء يغلي كغليان القدر ويفيض من الماء تلك العين الحارة حتى يفيض حولها مسيرة ثلاثة أيام فلا يأتي على شيء إلا احترق ووجد عندها قوما لباسهم جلود السباع وليس لهم طعام إلا ما أحرقت الشمس من الدواب إذا غربت نحوها وما لفظت العين من الحيتان . الحسن :
قلنا يا ذا القرنين من قال هو نبي قال : هذا وحي ، ومن قال ليس بنبي قال : إلهام : إما أن تعذب أي تقتلهم إن أبوا ما تدعوهم إليه ، وإما أن تأسرهم فتبصرهم الرشد قال أما من ظلم أي أشرك فسوف نعذبه بالقتل إذا لم يرجع عن الشرك ثم يرد إلى ربه فيعذبه بالنار .
فله جزاء الحسنى قال قوله تعالى : الحسنى الجنة وأضيف الجزاء إليها . الفراء :
وهي الجزاء كقوله تعالى : وإنه لحق اليقين ولدار الآخرة قال أبي علي الفارسي : بالمعنى فله جزاء الخلال الحسنى ، وقرأ حمزة والكسائي : فله جزاء بالنصب والتنوين ، قال وهو مصدر منصوب على الحال ، والمعنى : فله الحسنى مجزيا بها جزاء الزجاج : وسنقول له من أمرنا يسرا أي قولا جميلا .
ثم أتبع سببا أي طريقا آخر توصله إلى المشرق ، قال مضى يفتح المدائن ويجمع الكنوز ويقتل من لم يؤمن حتى أتى مطلع الشمس ، فوجد أقواما عراة في أسراب لهم ليس لهم طعام إلا ما أحرقت الشمس إذا طلعت ، فإذا توسطت السماء خرجوا من أسرابهم في طلب معايشهم مما أحرقته ، وبلغنا أنهم كانوا في مكان لا يثبت عليه بنيان . قتادة :
قال إنهم كانوا إذا غربت الشمس خرجوا يرعون كما يرعى الوحش . الحسن :