يا نفس أنى تؤفكينا حتى متى لا ترعوينا حتى متى لا تعقليــــ
ــــن وتسمعين وتبصرينا يا نفس إن لم تصلحي
فتشبهي بالصالحينا وتفكري فيما أقو
ل لعل رشدك أن يحينا فليأتين عليك ما
أفنى القرون الأولينا أين الأولى جمعوا وكا
نوا للحوادث آمنينا أفناهم الموت المطـــــــــ
ل على الخلائق أجمعينا فإذا مساكنهم وما
جمعوا لقوم آخرينا
ترى الدنيا وزينتها فتصبو وما يخلو من الشهوات قلب
فضول العيش أكثرها هموم وأكثر ما يضرك ما تحب
فلا يغررك زخرف ما تراه وعيش لين الأطراف رطب
إذا ما بلغة جاءتك عفوا فخذها فالغنى مرعى وشرب
إذا اتفق القليل وفيه سلم فلا ترد الكثير وفيه حرب
إذا بكيت ما مضى من زمن فحق لي أبكي ومن لي بالبكا
من أبصر الدنيا بعين عقله أدرك أن الدار ليست للبقا
مطية واردة إلى الردى وإن تراخى العمر وامتد المدى
إن هي أعطت كان هما حاضرا أو منعت كان عذابا وأذى
والمرء رهن أمل ما ينتهي حتى يوافي أجلا قد انتهى
أخبرنا أحمد بن أحمد الهاشمي ، أنبأنا أنبأنا أبو بكر الخطيب ، محمد بن الحسن الأهوازي ، سمعت يحدث عن أبا بكر الدنف الصوفي جامع بن أحمد قال : سمعت يقول : ليكن بيتك الخلوة وطعامك الجوع وحديثك المناجاة ، فإما أن تموت بدائك أو تصل إلى دوائك . يحيى بن معاذ
أخبرنا عمر بن ظفر ، أنبأنا جعفر بن أحمد ، حدثنا عبد العزيز بن علي ، أنبأنا ابن [ ص: 191 ] جهضم ، حدثنا محمد جعفر الوراق ، حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن القاسم بن عبد الله المكي ، قال قال رجل رأيت البارحة في النوم كذا وكذا ، فقال له الفضيل : ألست حامل القرآن ؟ قال : بلى ، قال فتنام بالليل وأنت حامل القرآن ! أما تخاف أن يأخذك وأنت نائم . للفضيل بن عياض :
يا غافلا طول دهره عن ممر يومه وشهره ، يا موعوظا في سره وجهره بجفاف النبات وزهره ، يا منبها في أمره بأسره على حبسه وأسره ، يا مذكورا في عسره ويسره ، سل حادثات الزمان عن يسره ، يا عصفورا لا بد من ذبحه وتخريب وكره ، ثم لا يجول ذلك على فكره ، متى يفيق سكران الهوى من سكره فيستبد العرف بفكره ، ألا يتنبه هذا المبذر لبذره ، ألا يتيقظ الجاني لإقامة عذره ، والله لو سكن قلبه خوف حشره لخرج في أعمال الجد من قشره ، بل لو تفكر حق التفكر في نشره لم يبع ثوبا ولم يشره ، مضى الزمان في مد اللهو وجزره ، وما حظي المفرط بغير وزره ، تالله لقد ، يا حسن ما أطاع بترتيل القرآن اغتبط المحسن في قبره وندم المسيء على قلة صبره ويا خسر ما أضاع أبو عمرو في خمره . أبو نواس
حياة وموت وانتظار قيامة ثلاث أفادتنا ألوف معاني
فلا تمهر الدنيا الدنية إنها تفارق أهليها فراق لعان
ولا تطلبوها من سنان وصارم بيوم ضراب أو بيوم طعان
فإن شئتما أن تخلصا من أذاتها فحطا بها الأثقال واتبعاني
عجبت من الصبح المنير وضده على أهل هذا الضد يطلعان
وقد أخرجاني بالكراهة منهما كأنهما للضيف ما وسعاني
دعاني إلى هذا التفرد إنني خبير فجدا في السرى ودعاني