ولفظ الملك يشعر بأنه رسول منفذ لأمر مرسله   ، فليس لهم من الأمر شيء ، بل الأمر كله للواحد القهار ، وهم ينفذون أمره : "  لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون   يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون      " [ الأنبياء : 27 - 28 ] .  يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون      [ النحل : 50 ] .  
 [ ص: 408 ] فهم عباد مكرمون ، منهم الصافون ، ومنهم المسبحون ، ليس منهم إلا له مقام معلوم ، ولا يتخطاه ، وهو على عمل قد أمر به ، لا يقصر عنه ولا يتعداه ، وأعلاهم الذين عنده : "  لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون   يسبحون الليل والنهار لا يفترون      " [ الأنبياء : 19 - 20 ] .  
ورؤساؤهم الأملاك الثلاثة      :  جبريل   وميكائيل   وإسرافيل ،   الموكلون بالحياة ،  فجبريل   موكل بالوحي الذي به حياة القلوب والأرواح ،  وميكائيل   موكل بالقطر الذي به حياة الأرض والنبات والحيوان ،  وإسرافيل   موكل بالنفخ في الصور الذي به حياة الخلق بعد مماتهم .  
فهم رسل الله في خلقه وأمره ، وسفراؤه بينه وبين عباده ، ينزلون الأمر من عنده في أقطار العالم ، ويصعدون إليه بالأمر ، قد أطت السماوات بهم ، وحق لها أن تئط ، ما فيها موضع أربع أصابع إلا وملك      [ ص: 409 ] قائم أو راكع أو ساجد لله ، ويدخل البيت المعمور منهم كل يوم سبعون ألفا لا يعودون إليه آخر ما عليهم .  
				
						
						
