واختلف العلماء في قراءة القرآن عند القبور ،   على ثلاثة أقوال : هل تكره ، أم لا بأس بها وقت الدفن ، وتكره بعده ؟  
فمن قال بكراهتها ،  كأبي حنيفة  ومالك  وأحمد  في رواية - قالوا : لأنه محدث ، لم ترد به السنة ، والقراءة تشبه الصلاة ، والصلاة عند القبور منهي عنها ، فكذلك القراءة .  
ومن قال : لا بأس بها ،  كمحمد بن الحسن  وأحمد  في رواية - استدلوا بما نقل عن   ابن عمر  رضي الله عنه : أنه أوصى أن يقرأ على قبره وقت الدفن بفواتح سورة البقرة وخواتمها . ونقل أيضا عن بعض      [ ص: 676 ] المهاجرين   قراءة سورة البقرة .  
ومن قال : لا بأس بها وقت الدفن فقط ، وهو رواية عن  أحمد     - أخذ بما نقل عن  عمر  وبعض  المهاجرين      .  
وأما بعد ذلك ، كالذين يتناوبون القبر للقراءة عنده - فهذا مكروه ، فإنه لم تأت به السنة ، ولم ينقل عن أحد من السلف مثل ذلك أصلا . وهذا القول لعله أقوى من غيره ، لما فيه من التوفيق بين الدليلين .  
				
						
						
