قوله : ( محمدا عبده المصطفى ، ونبيه المجتبى ، ورسوله المرتضى ) . وإن
ش : الاصطفاء والاجتباء والارتضاء : متقارب المعنى . واعلم أن . وكلما ازداد العبد تحقيقا للعبودية ازداد كماله وعلت درجته ومن توهم أن المخلوق يخرج عن العبودية بوجه من الوجوه ، وأن الخروج عنها أكمل ، فهو من أجهل الخلق وأضلهم ، قال تعالى : كمال المخلوق في تحقيق عبوديته لله تعالى وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون ( الأنبياء : 29 ) . إلى غير ذلك من الآيات . وذكر الله نبيه صلى الله عليه وسلم باسم العبد في أشرف المقامات ، فقال في ذكر الإسراء : سبحان الذي أسرى بعبده ( الإسراء : 1 ) . وقال تعالى : وأنه لما قام عبد الله يدعوه ( الجن : 19 ) . وقال تعالى : فأوحى إلى عبده ما أوحى ( النجم : 10 ) . وقال تعالى : وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا ( البقرة : 23 ) . وبذلك استحق التقديم على الناس في الدنيا والآخرة . ولذلك المسيح عليه السلام يوم القيامة ، إذا طلبوا منه الشفاعة بعد الأنبياء عليهم السلام : اذهبوا إلى محمد ، عبد غفر له ما [ ص: 140 ] تقدم من ذنبه وما تأخر . فحصلت له تلك المرتبة بتكميل عبوديته لله تعالى . يقول
وقوله : وإن محمدا بكسر الهمزة ، عطفا على قوله : إن الله واحد لا شريك له . لأن الكل معمول القول ، أعني : قوله ( نقول في توحيد الله ) .