الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                                                                                          قوله فيه: وقال النبي، صلى الله عليه وسلم: في المعدن جبار، وفي الركاز الخمس. وأخذ عمر بن عبد العزيز من المعادن من كل مائتين خمسة. وقال الحسن: ما كان من ركاز في أرض الحرب ففيه الخمس، وما كان من أرض السلم ففيه الزكاة. وإن وجدت اللقطة في أرض العدو  فعرفها، وإن كانت من العدو ففيها الخمس.

                                                                                                                                                                                          وأما الحديث المرفوع، فأسنده في الباب من حديث أبي هريرة .

                                                                                                                                                                                          وأما أثر عمر بن عبد العزيز ، فقال أبو عبيد في كتاب الأموال: حدثنا قبيصة، عن سفيان، عن عبد الله بن أبي بكر "أن عمر بن عبد العزيز أخذ من المعادن الزكاة".  

                                                                                                                                                                                          وقال.... عبد الله بن أبي بكر إن عمر بن عبد العزيز أخذ من المعادن من كل مائتي درهم خمسة دراهم.

                                                                                                                                                                                          وأما قول الحسن، فقال ابن أبي شيبة ثنا عباد بن العوام ، عن هشام، عن [ ص: 39 ] الحسن، قال: الركاز الكنز العادي وفيه الخمس.

                                                                                                                                                                                          حدثنا أبو معاوية، عن عاصم عن الحسن، قال: إذا وجد الكنز في أرض العدو  ففيه الخمس، وإذا وجد في أرض العرب ففيه الزكاة.

                                                                                                                                                                                          قوله: عقب حديث [1501] قتادة، عن أنس "أن ناسا من عرينة..." الحديث تابعه أبو قلابة، وحميد، وثابت عن أنس.

                                                                                                                                                                                          أما متابعة أبي قلابة، فأسندها في المحاربين، وفي عدة مواضع، في الطهارة وفي المغازي وفي الجهاد، مطولا ومختصرا.

                                                                                                                                                                                          وأما متابعة حميد، فقرأت على محمد بن محمد بن علي البزاعي، بصالحية دمشق، عن زينب بنت إسماعيل، سماعا، أن أحمد بن عبد الدائم، أخبرهم، أنا يحيى بن محمود [الثقفي] ، أنا عبد الواحد بن محمد بن الهيثم، أنا عبيد الله بن المعتز بن منصور، أنا أبو طاهر بن الفضل بن محمد، أنا جدي، إمام الأئمة، أبو بكر بن إسحاق بن خزيمة، ثنا علي بن حجر، ثنا إسماعيل بن جعفر، ثنا حميد بن أنس، "أنه قدم على النبي، صلى الله عليه وسلم، ناس من عرينة، فقال لهم رسول الله، صلى الله عليه وسلم: لو خرجتم إلى ذودنا فكنتم فيها، فشربتم من ألبانها وأبوالها؟ ففعلوا. فلما صحوا قاموا إلى راعي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقتلوه، ورجعوا كفارا، واستاقوا ذود رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فأرسل في طلبهم فأتي بهم، فقطع أيديهم وأرجلهم وسمل أعينهم"،قال: علي بن [ ص: 40 ] حجر: عرينة حي من أحياء اليمن، وعرنة موضع بمكة .

                                                                                                                                                                                          رواه النسائي عن علي بن حجر، فوافقناه بعلو درجة.

                                                                                                                                                                                          ورواه مسلم والنسائي من طريق هشيم، عن حميد، وعبد العزيز جميعا عن أنس.

                                                                                                                                                                                          ورواه أبو داود والترمذي من حديث حماد بن سلمة، عن ثابت وحميد وقتادة جميعا عن أنس.

                                                                                                                                                                                          ورواه النسائي أيضا من حديث خالد بن الحارث، وابن أبي عدي، وابن ماجه من طريق عبد الوهاب الثقفي، ثلاثتهم عن حميد، عن أنس.

                                                                                                                                                                                          وقد وقع لنا حديث حميد، أعلى من الطريق التي أوردناه منها بدرجة أيضا لكنه مختصر، وبين فيه حميد أنه لم يسمع لفظة "وأبوالها" إلا من قتادة عن أنس.

                                                                                                                                                                                          [ ص: 41 ]

                                                                                                                                                                                          أخبرنا بذلك أبو بكر بن إبراهيم بن العز المقدسي (قلت له): أخبركم الزاهد أبو عبد الله، محمد بن أحمد بن تمام، أن أبا طالب بن السروري أخبره أنا أبو الفرج الثقفي، أنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم، أنا عبد الله بن جعفر، أنا أبو مسعود الحافظ، أنا يزيد بن هارون عن حميد الطويل، عن أنس بن مالك "أن حيا من العرب اجتووا المدينة، فقال لهم النبي، صلى الله عليه وسلم: "لو خرجتم إلى إبلنا فأصبتم من ألبانها". قال حميد: قال قتادة، قال أنس: "وأبوالها".

                                                                                                                                                                                          رواه الإمام أحمد في مسنده: عن يزيد بن هارون، فوافقناه بعلو.

                                                                                                                                                                                          وأما حديث ثابت، فأسنده المصنف في الطب.

                                                                                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                                                                                          الخدمات العلمية