الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                                                                                          قوله: [23] باب ما يلبس المحرم من الثياب والأردية.  

                                                                                                                                                                                          ولبست عائشة [رضي الله عنها] الثياب المعصفرة -وهي محرمة- وقالت: لا تلثم. ولا تتبرقع، ولا تلبس ثوبا بورس، [ولا] زعفران. وقال جابر: لا أرى المعصفر طيبا. ولم تر عائشة بأسا بالحلي والثوب الأسود والمورد والخف للمرأة.

                                                                                                                                                                                          وقال إبراهيم: لا بأس أن يبدل ثيابه.

                                                                                                                                                                                          أما قول عائشة، فقرأت على محمد بن محمد بن محمود، أخبركم عبد الله بن الحسين، أن إسماعيل بن أحمد [العراقي] ، أخبرهم: عن شهدة، أن الحسين بن أحمد، أخبرهم قال: أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو جعفر الرزاز، ثنا الحسن بن مكرم، ثنا أبو عبيد بن يونس بن عبيد، ثنا أبو عامر الخزاز، عن ابن أبي مليكة "أن عائشة كانت تلبس الثياب الموردة بالعصفر الخفيف، وهي محرمة".

                                                                                                                                                                                          [ ص: 51 ]

                                                                                                                                                                                          رواه البيهقي في السنن الكبير: عن أبي الحسين بن بشران، فوافقناه بعلو. وقال سعيد بن منصور : حدثنا أبو الأحوص، وقال ابن سعد: ثنا أنس بن عياض، قالا: عن يحيى بن سعيد، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، قال: كانت عائشة تلبس المعصفر، وهي محرمة.  

                                                                                                                                                                                          (وقال ابن سعد: أنا عارم، ثنا حماد، عن عبد الرحمن بن القاسم، أن القاسم، قال: كانت عائشة تحرم في الدرع المعصفر.

                                                                                                                                                                                          وقال ابن أبي شيبة : حدثنا ابن فضيل، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن عائشة قالت: تلبس المحرمة ما شاءت من الثياب إلا البرقع ولا تنتقب.  

                                                                                                                                                                                          وأما قول جابر ، فقرأت على ابن الحسن بن أبي المجد، بالقاهرة، أخبركم سليمان بن حمزة، في كتابه، وست الوزراء بنت التنوخي، إجازة إن لم يكن سماعا، أن الحسين بن أبي بكر، أخبرهم -والأول محضر- أنا أبو زرعة المقدسي، أنا مكي بن منصور، أنا أبو بكر الحيري، ثنا أبو العباس الأصم، أنا الربيع، أنا الشافعي أنا سعيد بن سالم، عن ابن جريج، عن أبي الزبير عن جابر "أنه سمعه يقول: لا تلبس المرأة ثياب الطيب المعصفرة، لا أرى المعصفر طيبا".

                                                                                                                                                                                          رواه البيهقي: عن الحيري، فوافقناه بعلو.

                                                                                                                                                                                          ورواه مسدد في مسنده الكبير: عن يحيى القطان، عن ابن جريج.

                                                                                                                                                                                          [ ص: 52 ]

                                                                                                                                                                                          وأما قول عائشة الثاني: فقال البيهقي: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا الحسن بن مكرم، ثنا أبو النضر، ثنا محمد بن راشد، عن عبدة بن أبي لبابة، عن ابن باباه المكي "أن امرأة سألت عائشة ما تلبس المرأة في إحرامها؟ قال: فقالت عائشة : تلبسن من خزها وبزها وأصباغها وحليها.

                                                                                                                                                                                          وقال سعيد بن منصور : حدثنا سفيان، عن محمد بن عجلان، عن عبدة بن أبي لبابة، نحوه ولم يذكر ابن باباه.

                                                                                                                                                                                          حدثنا هشيم، ثنا الحجاج، عن عطاء، قال: رأيت على أم المؤمنين عائشة درعا موردا، وهي محرمة.

                                                                                                                                                                                          وقال ابن سعد: أخبرنا حجاج بن نصير، ثنا أبو عامر الخزاز، عن عبد الله بن أبي مليكة، قال: رأيت على عائشة ثوبا مضرجا، فقلت: وما المضرج؟، قال: هذا الذي يسمونه المورد.

                                                                                                                                                                                          وأخبرنا علي بن محمد الصائغ، عن سليمان بن حمزة، أن الحسين بن أبي بكر أخبرهم قراءة عليه -وهو حاضر- أنا أبو زرعة المقدسي، أنا مكي بن منصور، أنا أبو بكر الحرشي، ثنا الأصم، أنا الربيع، أنا الشافعي، أنا سعيد، عن ابن جريج، قال: أخبرني الحسن بن مسلم، عن صفية بنت شيبة أنها قالت: كنت عند عائشة إذ جاءتها امرأة من نساء بني عبد الدار، يقال لها: تملك، فقالت لها: يا أم المؤمنين، إن ابنتي فلانة حلفت أن لا تلبس حليها في الموسم، فقالت لها عائشة : قولي لها، إن أم المؤمنين تقسم عليك إلا لبست حليك كله.

                                                                                                                                                                                          (وأما المورد، فوصله المصنف في آخر حديث لعطاء عن عائشة "في باب طواف النساء".

                                                                                                                                                                                          [ ص: 53 ]

                                                                                                                                                                                          وأما الخف...)

                                                                                                                                                                                          وأما قول إبراهيم فقال سعيد بن منصور : حدثنا هشيم، عن مغيرة، عن إبراهيم، ح وعبد الملك وحجاج، عن عطاء، ح ويونس عن الحسن، أنهم قالوا: "يغير المحرم ثيابه ما شاء".  

                                                                                                                                                                                          حدثنا جرير، عن مغيرة، عن إبراهيم، قال: "كان أصحابنا إذا أتوا بئر ميمون اغتسلوا، ولبسوا أحسن ثيابهم، فدخلوا فيها مكة ".

                                                                                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                                                                                          الخدمات العلمية