الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 500 ] 2122 - حدثنا أبو داود ، قال : حدثنا هشام ، عن قتادة ، عن أنس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يجمع المؤمنون يوم القيامة ، فيهمون لذلك ، يقولون : لو استشفعنا إلى ربنا عز وجل حتى يريحنا من مكاننا هذا ، فيأتون آدم عليه السلام فيقولون : يا آدم ، أنت أبو الناس ، خلقك الله بيده ، وأسجد لك ملائكته ، وعلمك أسماء كل شيء ، اشفع لنا إلى ربنا حتى يريحنا من مكاننا هذا ، فيقول : إني لست هناكم - ويذكر لهم خطيئته التي أصاب - ولكن ائتوا نوحا أول رسول بعثه الله إلى الأرض ، فيأتون نوحا فيقول : إني لست هناكم - ويذكر لهم خطيئته التي أصاب - ولكن ائتوا إبراهيم خليل الرحمن عليه السلام ، فيأتون إبراهيم ، فيقول : إني لست هناكم - ويذكر لهم [ ص: 501 ] خطايا أصابهن - ولكن ائتوا موسى عليه السلام ، عبد آتاه الله التوراة وكلمه تكليما ، فيأتون موسى عليه السلام فيقول : إني لست هناكم - ويذكر لهم خطيئته التي أصاب - ولكن ائتوا عيسى عليه السلام ، عبد الله ورسوله ، وكلمة الله وروحه ، فيأتون عيسى فيقول : لست هناكم ، ولكن ائتوا محمدا صلى الله عليه وسلم ؛ عبدا غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، فيأتوني ، فأنطلق ؛ فأستأذن على ربي ، فيؤذن لي عليه ، فإذا رأيت ربي تبارك وتعالى وقعت ساجدا ، فيدعني ما شاء أن يدعني ، ثم يقال : ارفعمحمد ، وقل تسمع ، وسل تعطه ، واشفع تشفع ، فأحمد ربي بمحامد يعلمنيه ، ثم أشفع ، فيحد لي حدا ، فأدخلهم الجنة ، ثم أرجع ، فإذا رأيت ربي وقعت له ساجدا ، فيدعني ما شاء الله أن يدعني ، فيقال : ارفع محمد ، وقل تسمع ، وسل تعطه ، واشفع تشفع ، فأحمد ربي بمحامد يعلمنيه ، ثم أشفع فيحد لي حدا ، [ ص: 502 ] فأدخلهم الجنة ، ثم أرجع ، فإذا رأيت ربي وقعت له ساجدا ، فيدعني ما شاء الله أن يدعني ، ثم يقال : ارفع محمد ، وقل تسمع ، وسل تعطه ، واشفع تشفع ، فأحمد ربي بمحامد يعلمنيه ، ثم أشفع ، فيحد لي حدا ، فأدخلهم الجنة ، حتى أرجع ، فأقول : يا رب ، ما بقي في النار إلا من حبسه القرآن  ، أي وجب عليه الخلود .

التالي السابق


الخدمات العلمية