2168 - حدثنا ، قال : حدثنا أبو داود ، سليمان بن المغيرة ، وحماد بن سلمة ، - كلهم - عن وجعفر بن سليمان ، عن ثابت . أنس
قال : وحدثناه أبو داود شيخ سمعه من - وقد دخل حديث بعضهم في بعض - قال : النضر بن أنس مالك أبو أنس لامرأته أم سليم - وهي أم أنس - : إن هذا الرجل - يعني النبي صلى الله عليه وسلم - يحرم الخمر ، فانطلق حتى أتى الشام فهلك هناك ، فجاء أبو طلحة فخطب ، فكلمها في ذلك ، فقالت : يا أم سليم أبا طلحة ، ما مثلك يرد ، ولكنك امرؤ كافر ، وأنا امرأة مسلمة ، لا يصلح لي أن أتزوجك ، فقال : ما ذاك دهرك ، قالت : وما دهري ؟ قال : الصفراء والبيضاء ، قالت : فإني لا أريد صفراء ولا بيضاء ، أريد منك الإسلام ، قال : فمن لي بذلك ؟ قالت : لك بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فانطلق أبو طلحة يريد النبي صلى الله عليه وسلم ، [ ص: 534 ] ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في أصحابه ، فلما رآه قال : جاءكم أبو طلحة ، غرة الإسلام بين عينيه . فجاء ، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بما قالت ، فتزوجها على ذلك ، قال أم سليم ثابت : فما بلغنا أن مهرا كان أعظم منه ، إنها رضيت الإسلام مهرا ، فتزوجها ، وكانت امرأة مليحة العينين ، فيها صغر ، فكانت معه حتى ولد له بني ، وكان يحبه أبو طلحة حبا شديدا ، ومرض الصبي ، وتواضع أبو طلحة لمرضه أو تضعضع له ، فانطلق أبو طلحة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، ومات الصبي ، فقالت : لا ينعين إلى أم سليم أبي طلحة أحد ابنه ، حتى أكون أنا الذي أنعاه له ، فهيأت الصبي ووضعته ، وجاء أبو طلحة من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حتى دخل عليها ، فقال : كيف ابني ؟ فقالت : يا أبا طلحة ، ما كان منذ اشتكى أسكن منه الساعة ، قال : فلله الحمد ، فأتته بعشائه ، فأصاب منه ، ثم قامت فتطيبت وتعرضت له فأصاب منها ، فلما علمت أنه طعم وأصاب منها ، قالت : يا أبا طلحة ، أرأيت لو أن قوما أعاروا قوما عارية لهم ، فسألوهم إياها ، أكان لهم أن يمنعوهم ؟ فقال : لا ، قالت : فإن الله عز وجل كان [ ص: 535 ] أعارك ابنك عارية ثم قبضه إليه ، فاحتسب ابنك واصبر ، فغضب ، ثم قال : تركتيني حتى إذا وقعت بما وقعت به ، نعيت إلي ابني ، ثم غدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " بارك الله لكما في غابر ليلتكما " فتلقت من ذلك الحمل ، وكانت تسافر مع النبي صلى الله عليه وسلم ، تخرج معه إذا خرج ، وتدخل معه إذا دخل ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا ولدت فأتوني بالصبي " فأخذها الطلق ليلة قربهم من أم سليم المدينة ، فقالت : اللهم إني كنت أدخل إذا دخل نبيك ، وأخرج إذا خرج نبيك ، وقد حضر هذا الأمر ، فولدت غلاما ، وقالت لابنها أنس ، انطلق بالصبي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأخذ أنس الصبي فانطلق به إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو يسم إبلا أو غنما ، فلما نظر إليه قال لأنس : " أولدت بنت ملحان ؟ " قال : نعم ، فألقى ما في يده ، فتناول الصبي ، فقال : " ائتوني بتمرات عجوة " فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم التمر ، فجعل يحنك الصبي ، وجعل الصبي يتلمظ ، فقال : " انظروا إلى حب الأنصار التمر " فحنكه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وسماه عبد الله قال .
قال ثابت : وكان يعد من خيار المسلمين .