[ ص: 27 ] أحاديث عن ابن عباس عمر ، رضي الله عنهما
23 - حدثنا ، حدثنا يونس ، حدثنا أبو داود ، حدثنا حماد بن سلمة ، عن يحيى بن سعيد ، عن عبيد بن حنين رضي الله عنهما ، قال : ابن عباس رضي الله عنه حتى انتهينا إلى عمر مر الظهران ، فدخل عمر الأراك يقضي حاجته ، وقعدت له حتى خرج ، فقلت : يا أمير المؤمنين أريد أن أسألك عن حديث منذ سنة فمنعتني هيبتك أن أسألك ، فقال : لا تفعل ، إذا علمت أن عندي علما فسلني ، قال : قلت : أسألك عن حديث المرأتين ، قال : نعم ، حفصة ، كنا في الجاهلية لا نعتد بالنساء ، ولا ندخلهن في شيء من أمورنا ، فلما جاء الله عز وجل بالإسلام وأنزلهن الله تعالى حيث أنزلهن ، وجعل لهن حقا من غير أن يدخلن في شيء من أمورنا ، فبينا أنا يوما جالس في بعض شأني إذ قالت لي امرأتي كذا وكذا ، فقلت : ما لك أنت ولهذا ؟ ومتى كنت تدخلين في أمورنا ؟ فقالت : يا وعائشة ابن الخطاب ، ما يستطيع أحد أن يكلمك ، وابنتك تكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يظل غضبان ، فقلت : وإنها لتفعل ؟ قالت : نعم ، فقمت فدخلت على [ ص: 28 ] ، فقلت : يا حفصة ألا تتقين الله ، تكلمين رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يظل غضبان ، ويحك لا تغترين بحسن حفصة وحب رسول الله صلى الله عليه وسلم إياها ، ثم أتيت عائشة أيضا فقلت لها مثل ذلك ، فقالت : لقد دخلت يا أم سلمة ابن الخطاب في كل شيء حتى بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين نسائه ، وكان لي صاحب من الأنصار يحضر رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا غبت ، وأحضره إذا غاب ، ويخبرني وأخبره ، ولم يكن أحد أخوف عندنا أن يغزونا من ملك من ملوك غسان ، فلما هدأ الله الأمر عنا ، فبينا أنا ذات يوم جالس في بعض أمري إذ جاء صاحبي فقال : أبا حفص أبا حفص مرتين ، فقلت : ويلك ما لك ، أجاء الغساني ؟ أجاء الغساني ؟ قال : لا ، ولكن طلق رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه ، فقلت : رغم أنف ، رغم أنف حفصة ، وانتعلت ، وأتيت النبي صلى الله عليه وسلم ، فإذا في كل بيت بكاء ، وإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مشربة ، وإذا على الباب غلام أسود ، فقلت : استأذن لي على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فاستأذن ، فأذن لي ، فإذا هو نائم على حصير ، تحت رأسه وسادة من أدم حشوها ليف ، وإذا قرظ وأهب معلقة ، فأنشأت أخبره بما قلت حفصة لحفصة وكان آلى من نسائه [ ص: 29 ] شهرا ، فلما كان ليلة تسع وعشرين نزل إليهن وأم سلمة أقبلنا مع " .