أخبرناه أبو بكر محمد بن عمر الخشاب ، أنا إبراهيم بن عبد الله الأصفهاني ، أنا ، نا محمد بن إسحاق السراج قتيبة ، نا جرير ، عن ، عن الأعمش قال: أبي وائل عبد الله : بل عجبت، فقال شريح : إن الله لا يعجب، إنما يعجب من لا يعلم، قال : فذكرته الأعمش لإبراهيم فقال: إن شريحا كان معجبا برأيه، إن عبد الله قرأ: بل عجبت ويسخرون، وعبد الله أعلم من [ ص: 523 ] شريح ، وإضافة العجب إلى الله، تعالى، ورد به الخبر كقوله: صلى الله عليه وسلم قرأ "عجب ربكم من شاب ليست له صبوة" و "عجب ربكم من إلكم وقنوطكم" و "عجب الله البارحة من فلان وفلانة" ويكون ذلك على وجهين؛ عجب مما يرضى؛ ومعناه: الاستحسان، والخبر عن تمام الرضا، وعجب مما يكره؛ ومعناه: الإنكار والذم له، وتأويل الآية: أن الله تعالى ذكر الكفار وما هم فيه من الكفر والتكذيب وسخطه عليهم وهم يسخرون ويستهزئون ولا يتفكرون، قوله: وإذا ذكروا لا يذكرون أي: إذا وعظوا بالقرآن لا يتعظون به.
وإذا رأوا آية قال ، ابن عباس : يعني انشقاق القمر. "يستسخرون" يسخرون ويستهزئون ويقولون: هذا عمل السحرة، وهو قوله: ومقاتل وقالوا إن هذا إلا سحر مبين جعلوا ما يدل على التوحيد مما يعجزون عنه سحرا، ثم ذكر إنكارهم البعث بقوله: أإذا متنا وكنا ترابا وعظاما أإنا لمبعوثون وقد مضت في مواضع، وقوله: أوآباؤنا الأولون ألف الاستفهام دخلت على حرف العطف، كقوله: أوأمن أهل القرى . قال الله تعالى: قل لهم: نعم يبعثون، وأنتم داخرون صاغرون، والدخور أشد الصغار، ثم ذكر أن بعثهم يقع بزجرة واحدة، فقال: فإنما هي زجرة واحدة أي: فإنما قضية البعث صيحة واحدة من إسرافيل، يعني: نفخة البعث، فإذا هم ينظرون إلى البعث الذي كذبوا به.