الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      أخبرني أبو عمرو محمد بن عبد العزيز ، فيما أجاز لي، أن أبا الفضل الحدادي أخبرهم، عن أبي يزيد الخالدي ، أنا إسحاق بن إبراهيم ، نا عبد الله بن يزيد المقرئ ، نا داوود بن أبي [ ص: 545 ] الفرات ، عن علي بن أحمد ، عن عكرمة ، عن ابن عباس : أن رجلا من بني إسرائيل استعدى على رجل من عظمائهم عند داود ، فقال: إن هذا غصبني بقرا لي، فسأل داوود الرجل عن ذلك فجحده، فسأل الآخر البينة، فلم تكن له بينة، فقال لهما داوود : قوما حتى أنظر في أمركما، فقاما من عنده، فأوحى الله، تعالى، إلى داود في منامه أن يقتل الرجل الذي استعدى عليه، فقال: هذه رؤيا ولست أعجل حتى أتثبت فأوحى الله إليه في منامه أن يقتله، فلم يفعل، فأوحى الله إليه الثالثة أن يقتله، أو تأتيه العقوبة، فأرسل إليه فقال له: إن الله أوحى إلي أن أقتلك،  فقال الرجل: تقتلني بغير بينة؟ فقال داوود : نعم، والله لأنفذن أمر الله فيك، فلما عرف الرجل أنه قاتله قال: لا تعجل علي حتى أخبرك، وإني والله ما أخذت بهذا الذنب، ولكني كنت اغتلت أبا هذا فقتلته فبذلك أخذت؛ فأمر به داوود فقتل فاشتدت هيبة بني إسرائيل لداود ، عليه السلام، عند ذلك وشدد به ملكه، وهو قوله: وشددنا ملكه وقوله: وآتيناه الحكمة قال ابن عباس : النبوة والمعرفة بكل ما حكم، وقال مقاتل : الفهم والعلم، وفصل الخطاب يعني الشهود والإيمان، البينة على المدعي واليمين على من أنكر؛  لأن خطاب الخصوم إنما ينقطع وينفصل بهذا، وهذا قول أكثر المفسرين، وقال ابن مسعود ، ومقاتل ، وقتادة : هو العلم بالقضاء، والفهم فيه.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية