قوله: [ ص: 559 ] واذكر عبادنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب أولي الأيدي والأبصار إنا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار وإنهم عندنا لمن المصطفين الأخيار واذكر إسماعيل واليسع وذا الكفل وكل من الأخيار هذا ذكر وإن للمتقين لحسن مآب
"واذكر عبادنا" وقرأ ابن كثير عبدنا على الواحد اختصاصا بالإضافة إلى الله على وجه المكرمة، وهو قراءة ، يقول: إنما ذكر ابن عباس إبراهيم ، ثم ذكر ولده بعده.
قال : واذكر يا مقاتل محمد صبر عبدنا إبراهيم حين ألقي في النار، وصبر إسحاق للذبح، وصبر يعقوب [ ص: 560 ] حين ذهب بصره، ولم يذكر إسماعيل لأنه لم يبتل بشيء. أولي الأيدي والأبصار قال : أولي القوة في طاعة [ ص: 561 ] ............................................................ [ ص: 562 ] الله، والأبصار في المعرفة بالله. فالأيدي في هذه الآية جمع اليد التي هي بمعنى القدرة والقوة. قال ابن عباس : أعطوا قوة في العبادة وصبرا في الدين، وهو قول قتادة ، مجاهد ، والمفسرين. وسعيد بن جبير
قوله: إنا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار قال : اصطفيناهم بذكر الآخرة فأخلصناهم بذكرها، وقال مجاهد : كانوا يدعون إلى الآخرة وإلى الله، وقال قتادة : أخلصوا بخوف الآخرة. فمن قرأ -بالتنوين- في بخالصة كان المعنى: جعلناهم لنا خالصين بأن خلصت لهم ذكرى الدار، والخالصة مصدر بمعنى الخلوص، والذكرى بمعنى التذكير، أي: خلص لهم تذكير الدار، وهو أنهم يذكرون بالتأهب لها ويزهدون في الدنيا، وذلك شأن الأنبياء صلوات الله عليهم، وأما من أضاف فالمعنى: أخلصناهم بأن خلصت لهم ذكرى الدار، والخالصة مصدر مضاف إلى الفاعل. قال السدي : أخلصوا بذكر الدار الآخرة، وأن يعملوا لها. والذكرى على هذا بمعنى الذكر. ابن عباس
وإنهم عندنا لمن المصطفين الأخيار قال : يريد اصطفيتهم واخترتهم، ابن عباس واذكر إسماعيل واليسع وذا الكفل أي: اذكرهم بصبرهم وفضلهم لتسلك طريقهم، وكل من الأخيار اختارهم الله للنبوة.
هذا ذكر شرف وذكر جميل يذكرون به أبدا، وإن للمتقين لحسن مآب يرجعون في الآخرة إلى مغفرة الله.