واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أني مسني الشيطان بنصب وعذاب اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب ووهبنا له أهله ومثلهم معهم رحمة منا وذكرى لأولي الألباب وخذ بيدك ضغثا فاضرب به ولا تحنث إنا وجدناه صابرا نعم العبد إنه أواب
قوله: واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أني مسني الشيطان بنصب وعذاب النصب والنصب كالحزن والحزن، والعدم والعدم، وهو الضر والمكروه والشدة، يعني ما ابتلاه الله به حين سلط عليه الشيطان، قاله . ابن عباس
قال : بضر في الجسد وعذاب في المال، وقال قتادة : النصب ما أنصب الجسد، والعذاب أهلك المال، ثم فرج الله عنه، وهو قوله: السدي اركض برجلك أي: قلنا له اركض برجلك، قال : اضرب الأرض برجلك، فركض فنبعت بركضته عين ماء، وهو قوله: ابن عباس هذا مغتسل وهو ما اغتسل به من الماء، بارد وشراب شرب منه، قال : انفجرت له عين فاغتسل منها، فخرج منها صحيحا، ثم مشى أربعين خطوة فدفع الأرض برجله الأخرى فنبعت عين أخرى ماء عذبا باردا، فذلك قوله: مقاتل هذا مغتسل بارد يعني الذي اغتسل فيه، وشراب [ ص: 558 ] أراد الذي شرب منه، وقال ركض ركضة أخرى فإذا عين تنبع حتى غمرته، فرد الله إليه جسده، فركض ركضة أخرى فإذا عين أخرى فشرب منها فطهرت جوفه، وغسلت كل قذر كان فيه. الحسن
وما بعد هذا مفسر في سورة الأنبياء إلى قوله: وخذ بيدك ضغثا وهو ملء الكف من الشجر والحشيش والشماريخ، وكان حلف ليجلدن امرأته مائة جلدة.
قال : اتهمها أنها قارفت شيئا من الخيانة؛ لأنها أتته يوما بزيادة على ما كانت تأتي به من الخبز، وقال سعيد بن المسيب : عرض لها إبليس وأراد أن تحمل زوجها على شيء، فقالت قتادة لأيوب : لو تقربت إلى الشيطان بشيء فذبحت له عناقا، فحلف أيوب لئن شفاه الله ليجلدنها مائة جلدة، فأمر أن يأخذ عيدانا رطبة من تمام مائة عود، فيضرب به كما أمره الله تعالى، وهو قوله: فاضرب به ولا تحنث فكان ذلك تحلة ليمينه، وتخفيفا عن امرأته، ثم أثنى على أيوب ، فقال: إنا وجدناه صابرا أي: على البلاء الذي ابتليناه به، نعم العبد هو، إنه أواب رجاع إلى ما يحب الله من طاعته.