بسم الله الرحمن الرحيم.
قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا وأنه تعالى جد ربنا ما اتخذ صاحبة ولا ولدا وأنه كان يقول سفيهنا على الله شططا وأنا ظننا أن لن تقول الإنس والجن على الله كذبا وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا وأنهم ظنوا كما ظننتم أن لن يبعث الله أحدا
قل أوحي إلي أنه استمع نفر الآية.
أخبرنا منصور بن عبد الوهاب البزار ، أنا أبو عمرو محمد بن أحمد الحيري ، أنا ، نا أبو يعلى ، نا شيبان بن فروخ ، عن أبو عوانة أبي بشر ، عن ، عن سعيد بن جبير ، قال: ابن عباس إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا ، فأوحى الله تعالى إلى نبيه عليه السلام قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن ما قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم على الجن وما رآهم، انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم في طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ، وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء، فرجعت الشياطين إلى قومهم، فقالوا: ما لكم؟ قالوا: قد حيل بيننا وبين خبر السماء وأرسلت علينا الشهب، قالوا: ما ذاك إلا لشيء حدث، فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها، فمر النفر الذين أخذوا [ ص: 362 ] نحو تهامة، بالنبي صلى الله عليه وسلم وهو بنخل عامدين إلى سوق عكاظ وهو يصلي بأصحابه صلاة الفجر، فلما سمعوا القرآن استمعوا له وقالوا: هذا الذي حال بيننا وبين خبر السماء، فرجعوا إلى قومهم، وقالوا: .
رواه ، عن البخاري ، رواه موسى بن إسماعيل ، عن مسلم شيبان ، كلاهما عن . أبي عوانة
أخبرنا أبو بكر بن عمر الخشاب ، أنا أبو عمرو محمد بن أحمد الزاهد ، أنا عمران بن موسى بن مجاشع ، نا هدبة ، نا ، نا وهيب بن خالد داوود ، عن عامر ، عن ، قال: علقمة بن قيس لعبد الله : من كان منكم مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الجن؟ فقال: ما كان منا معه أحد، فقدناه ذات ليلة ونحن بمكة، فقلنا: اغتيل رسول الله صلى الله عليه وسلم أو استطير، فانطلقنا نطلبه في الشعاب فلقيناه مقبلا من نحو حراء، قلنا: يا رسول الله أين كنت؟ لقد أشفقنا عليك، وقلنا: بتنا الليلة بشر ليلة بات بها قوم حين فقدناك، فقال: إنه أتاني داعي الجن، فذهبت أقرئهم القرآن، فذهب بنا فأرانا آثارهم وآثار نيرانهم، فأما أن يكون صحبه منا أحد فلم يصحبه. قلت
قال : فسألوه الزاد، فقال: كل عظم ذكر عليه اسم الله، يأخذونه يقع في أيديكم [ ص: 363 ] أوفر ما كان لحما، وكل بعرة علف لدوابكم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الشعبي "لا تستنجوا بالعظام ولا بالبعر، فإنه زاد إخوانكم من الجن" قال داوود : ولا أدري هذا في حديث عبد الله إلا ذكر الزاد، رواه ، عن مسلم ، عن علي بن حجر ، عن إسماعيل ابن علية داود ومعنى قوله: قرآنا عجبا قال : بليغا. والمعنى: قرآنا ذا عجب، يعجب منه لبلاغته. ابن عباس
يهدي إلى الرشد يدعو إلى الصواب من التوحيد والإيمان، "فآمنا به" بذلك القرآن، "ولن نشرك" لن نعدل، بربنا أحدا يعنون: إبليس، أي: لا نطيعه في الشرك بالله.