وقالت الجن: وأنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا وأنا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا
وأنا لمسنا السماء قال : أتينا السماء، الكلبي فوجدناها ملئت حرسا شديدا وهم: الملائكة الذي يحرسون السماء من استراق السمع، وشهبا وهي: النار التي ترجم بها الشياطين، كقوله: فأتبعه شهاب ثاقب .
وأنا كنا نقعد منها من السماء، مقاعد للسمع أي: كنا نستمع، والآن حين حاولنا الاستماع رمينا بالشهب، وهو قوله: فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا أرصد له ليرمى به، قال : قلت معمر للزهري : أكان يرمى بالنجوم في الجاهلية؟ قال: نعم. قلت: أقرأت قوله: وأنا كنا نقعد منها الآية. قال: غلظت، وشدد أمرها حين بعث محمد صلى الله عليه وسلم.
وقال : إن الرجم قد كان قبل مبعثه، ولكنه لم يكن مثله في شدة الحراسة بعد مبعثه. وكانوا يسترقون في بعض الأحوال، فلما بعث، منعوا من ذلك أصلا، ثم قالوا: ابن قتيبة وأنا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض أي: بحدوث الرجم بالكواكب، وحراسة السماء، أم صلاح وهو قوله: أم أراد بهم ربهم رشدا .