فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين
قوله: فبما رحمة من الله ما هاهنا: صلة، لا تمنع "الباء" من عملها فيما عملت فيه، وهي كثيرة في القرآن كقوله: عما قليل ، و جند ما هنالك ، فبما نقضهم ميثاقهم .
والمعنى: فبرحمة من الله، لنت لهم أي: سهلت أخلاقك، وكثر احتمالك.
يقال: لان يلين لينا وليانا، إذا رق وحسن خلقه وانقاد.
ولو كنت فظا "الفظ": الغليظ الجانب، السيء الخلق، يقال: فظظت تفظ فظاظة، فأنت فظ.
وقال لو كنت فظا في القول غليظ القلب في الفعل، الكلبي: لانفضوا من حولك لتفرقوا ونفروا منك.
وقوله: فاعف عنهم أي: عن الشيء يكون منهم، واستغفر لهم من ذلك الذنب، وشاورهم في الأمر قال أمر الله تعالى نبيه أن يشاور أصحابه في الأمور وهو يأتيه وحي السماء; لأنه أطيب لأنفس القوم إذا شاور بعضهم بعضا. قتادة:
وقال ما أمر الله نبيه بالمشورة إلا لما يعلم "ما" فيها من الفضل. الضحاك:
وروى عمرو بن دينار، عن في قوله: ابن [ ص: 513 ] عباس وشاورهم في الأمر قال: يريد أبا بكر وعمر.
وقوله تعالى: فإذا عزمت أي: على ما تريد إمضاءه فتوكل على الله لا على المشاورة.
ومعنى التوكل: تفويض الأمر إلى الله للثقة بحسن تدبيره.