إن الذين اشتروا الكفر بالإيمان لن يضروا الله شيئا ولهم عذاب أليم ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين
قوله: إن الذين اشتروا الكفر بالإيمان أي: اختاروا الكفر واتخذوه بدلا من الإيمان، لن يضروا الله شيئا ولهم عذاب أليم .
قوله: ولا يحسبن الذين كفروا قال يعني المنافقين ابن عباس: وقريظة والنضير.
وقال يعني مشركي مقاتل: مكة.
وقوله: أنما نملي لهم خير لأنفسهم الإملاء: الإمهال والتأخير، قال يقال: أملى عليه الزمان. الأصمعي:
أي: طال عليه.
وأملى له: أي طول له وأمهله.
[ ص: 525 ] قال في قوله: ابن عباس أنما نملي لهم : يريد تماديهم في معاصي الله.
قوله: إنما نملي لهم ليزدادوا إثما أي: إنما نطول أعمارهم في الكفر ليزيد إثمهم، فيكون ذلك أشد لعقوبتهم.
قال هؤلاء قوم أعلم الله نبيه أنهم لا يؤمنون أبدا، وأن بقاءهم يزيدهم إثما وكفرا. الزجاج:
أخبرنا أحمد بن الحسن القاضي، أخبرنا حاجب بن أحمد، حدثنا محمد بن حماد، حدثنا عن محمد بن الفضيل، عبيدة، عن إبراهيم قال: ما من عين تطرف إلا والموت خير لها من الحياة، عبد الله بن مسعود: فقيل له: يا قال أبا عبد الرحمن، أليس المؤمن يزداد صلاة ويزيد صوما ويزداد خيرا؟ فقال: إن الله عز وجل يقول: وما عند الله خير للأبرار فإن كان برا فما عند الله خير للأبرار، فقيل له: أرأيت الكافر أليس إن مات عجل إلى النار، وهو في الدنيا يأكل ويشرب ويلبس؟ فقال: إن الله عز وجل يقول: ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ولا يزدادون في الدنيا حياة إلا ازدادوا إثما