وما تأتيهم من آية من آيات ربهم إلا كانوا عنها معرضين فقد كذبوا بالحق لما جاءهم فسوف يأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزئون ألم يروا كم أهلكنا من قبلهم من قرن مكناهم في الأرض ما لم [ ص: 253 ] نمكن لكم وأرسلنا السماء عليهم مدرارا وجعلنا الأنهار تجري من تحتهم فأهلكناهم بذنوبهم وأنشأنا من بعدهم قرنا آخرين
قوله: وما تأتيهم من آية من آيات ربهم قال يريد القرآن عطاء: إلا كانوا عنها معرضين تاركين التفكر فيها.
فقد كذبوا يعني: مشركي مكة بالحق لما جاءهم قال بما جاءهم به الصادق الأمين عن الله تعالى، ابن عباس: فسوف يأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزئون أي: أخبار استهزائهم وجزاؤه فهذا وعيد لهم على استهزائهم بالقرآن.
والمعنى: سيعلمون عاقبة استهزائهم إذا عذبناهم.
قوله: ألم يروا يعني: مشركي مكة كم أهلكنا من قبلهم من قرن من أمة وجماعة، يعني: من أهلك من الأمم الماضية بتكذيبهم الرسل، والقرن: الأمة من الناس، وأهل كل مدة قرن.
قوله: مكناهم في الأرض ما لم نمكن قال أعطيناهم ما لم نعطكم، يعني: وسعنا عليهم في كثرة العبيد والمال والأنعام. ابن عباس:
يقال: مكنته ومكنت له، إذا أقدرته على الشيء بإعطاء ما يصح به الفعل من العدة، وفي هذا رجوع من الخبر إلى الخطاب.
وأرسلنا السماء يعني: المطر عليهم مدرارا كثير الدر.
يقال: سحاب مدرار وغيث مدرار.
إذا تتابع منه المطر.
فأهلكناهم بذنوبهم : بكفرهم وتكذيبهم، وأنشأنا خلقنا وأوجدنا من بعدهم قرنا آخرين .