الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قل أرأيتم إن أخذ الله سمعكم وأبصاركم وختم على قلوبكم من إله غير الله يأتيكم به انظر كيف نصرف الآيات ثم هم يصدفون  قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله بغتة أو جهرة هل يهلك إلا القوم الظالمون  

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: قل أرأيتم أيها المشركون إن أخذ الله سمعكم وأبصاركم أي: أذهبها أصلا حتى لا تبصروا ولا تسمعوا، وختم على قلوبكم حتى لا تعرفوا شيئا مما تعرفون من أمور الدنيا، من إله غير الله يأتيكم به أي: بما أخذ منكم، يعني: هل يقدر أحد على رد هذه الأعضاء عليكم غير الله؟ وهذا كقوله: ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: انظر كيف نصرف الآيات نبين لهم في القرآن العلامات التي تدل على توحيد الله ونبوة نبيه صلى الله عليه وسلم، ثم هم يصدفون قال ابن عباس، والحسن، ومجاهد، وقتادة: ثم هم يعرضون.

                                                                                                                                                                                                                                      والصدوف: الميل عن الشيء، يقال: صدف.

                                                                                                                                                                                                                                      إذا عدل ومال.

                                                                                                                                                                                                                                      قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله بغتة أو جهرة قال ابن عباس، والحسن: ليلا أو نهارا.

                                                                                                                                                                                                                                      هل يهلك إلا القوم الظالمون قال الزجاج: هل يهلك إلا أنتم ومن أشبهكم لأنكم كفرتم وعاندتم، فقد علمتم أنكم ظالمون.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 273 ]

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية