الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      فيما أخبرنا أبو حفص الماوردي، أنا عبد الله بن محمد الرازي، أنا محمد بن أيوب، أنا سليمان بن حرب، أنا حماد بن سلمى، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، أنها قالت: إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم أربعة: حسان بن ثابت، وعبد الله بن أبي، ومسطح بن أثاثة، وحمنة بنت جحش  قوله: لا تحسبوه شرا لكم لا تحسبوا الإفك شرا لكم، قال مقاتل: لأنكم تؤجرون على ما قيل لكم من الأذى.

                                                                                                                                                                                                                                      بل هو خير لكم لأن الله يأجركم ويظهر براءتكم، والخطاب لعائشة وصفوان فيما ذكر أهل التفسير، وقال الزجاج: يعني عائشة وصفوان ومن بسببهما سب من النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر، ويكون الخطاب لكل من رمى بسب، وذلك أن من سب عائشة فقد سب النبي صلى الله عليه وسلم وسب أبا بكر، وهذا قول ابن عباس في رواية عطاء، قال: يريد خيرا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وبراءة لسيدة النساء أم المؤمنين، وخيرا [ ص: 311 ] لأبي بكر وأم عائشة، ولصفوان بن المعطل.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: لكل امرئ منهم يعني: من العصبة الكاذبة، ما اكتسب من الإثم جزاء ما اجترح من الذنب على قدر ما خاض فيه، والذي تولى كبره استبد بمعظمه وانفرد به، قال الضحاك: قام بإشاعة الحديث.

                                                                                                                                                                                                                                      وكبر الشيء: معظمه بالكسر، وهو عبد الله بن أبي في قول مجاهد، ومقاتل، والسدي، وعطاء، عن ابن عباس.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: منهم يعني: من العصبة الكاذبة، له عذاب عظيم قال ابن عباس: يريد في الدنيا الجلد، جلده رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمانين جلدة، وفي الآخرة يصيره الله إلى النار.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية