الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وما بعد هذا مفسر في السورة إلى قوله: [ ص: 360 ] أتتركون في ما هاهنا آمنين  في جنات وعيون  وزروع ونخل طلعها هضيم وتنحتون من الجبال بيوتا فارهين  فاتقوا الله وأطيعون  ولا تطيعوا أمر المسرفين  الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون  

                                                                                                                                                                                                                                      أتتركون في ما هاهنا قال مقاتل: يعني فيما أعطاهم الله من الخير.

                                                                                                                                                                                                                                      آمنين من الموت والعذاب.

                                                                                                                                                                                                                                      ثم أخبر عن ذلك، فقال: في جنات وعيون وزروع ونخل طلعها هضيم يعني: ما يطلع منها من الثمر، والهضيم: النضيج الرخص اللين اللطيف اليانع، كل هذا من ألفاظهم.

                                                                                                                                                                                                                                      وتنحتون من الجبال بيوتا فارهين حاذقين بنحتها، وهو من قولهم: فره الرجل فراهة فهو فاره.

                                                                                                                                                                                                                                      وقرئ فرهين قال أبو عبيدة: أشرين بطرين.

                                                                                                                                                                                                                                      والهاء من فرهين بدل من الحاء، والفرح في كلام العرب بالحاء الأشر البطر، ومنه قوله: إن الله لا يحب الفرحين .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: ولا تطيعوا أمر المسرفين قال ابن عباس: المشركين.

                                                                                                                                                                                                                                      وقال مقاتل: هم التسعة الذين عقروا الناقة.

                                                                                                                                                                                                                                      وهم الذين يفسدون في الأرض بالمعاصي، ولا يصلحون لا يطيعون الله فيما أمرهم به.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية