وما بعد هذا مفسر في السورة إلى قوله: [ ص: 360 ] أتتركون في ما هاهنا آمنين في جنات وعيون وزروع ونخل طلعها هضيم وتنحتون من الجبال بيوتا فارهين فاتقوا الله وأطيعون ولا تطيعوا أمر المسرفين الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون
أتتركون في ما هاهنا قال يعني فيما أعطاهم الله من الخير. مقاتل:
آمنين من الموت والعذاب.
ثم أخبر عن ذلك، فقال: في جنات وعيون وزروع ونخل طلعها هضيم يعني: ما يطلع منها من الثمر، والهضيم: النضيج الرخص اللين اللطيف اليانع، كل هذا من ألفاظهم.
وتنحتون من الجبال بيوتا فارهين حاذقين بنحتها، وهو من قولهم: فره الرجل فراهة فهو فاره.
وقرئ فرهين قال أشرين بطرين. أبو عبيدة:
والهاء من فرهين بدل من الحاء، والفرح في كلام العرب بالحاء الأشر البطر، ومنه قوله: إن الله لا يحب الفرحين .
قوله: ولا تطيعوا أمر المسرفين قال المشركين. ابن عباس:
وقال هم التسعة الذين عقروا الناقة. مقاتل:
وهم الذين يفسدون في الأرض بالمعاصي، ولا يصلحون لا يطيعون الله فيما أمرهم به.