لمثل هذا فليعمل العاملون أذلك خير نزلا أم شجرة الزقوم إنا جعلناها فتنة للظالمين إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم طلعها كأنه رءوس الشياطين فإنهم لآكلون منها فمالئون منها البطون ثم إن لهم عليها لشوبا من حميم ثم إن مرجعهم لإلى الجحيم إنهم ألفوا آباءهم ضالين فهم على آثارهم يهرعون
يقول الله عز وجل : لمثل هذا النعيم الذي ذكر قبل هذه الآية في قوله : أولئك لهم رزق معلوم . فليعمل العاملون فليسارع المسارعون.
يقول الله عز وجل : أذلك خير نزلا للمؤمنين أم نزل الكافر شجرة الزقوم وهي النار للذين استكبروا عن لا إله إلا الله حين أمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بها ، ثم قال جل وعز : إنا جعلناها يعني الزقوم فتنة للظالمين يعني لمشركي مكة منهم عبد الله بن الزبعرى ، وأبو جهل بن هشام ، والملأ من قريش الذين مشوا إلى أبي طالب ، وذلك أن ابن الزبعرى ، قال : إن الزقوم بكلام اليمن التمر والزبد ، فقال أبو جهل : يا جارية ، ابغنا تمرا وزبدا ، ثم قال لأصحابه : تزقموا من هذا الذي يخوفنا به محمد ، يزعم أن النار تنبت الشجر والنار تحرق الشجر ، فكان الزقوم فتنة لهم ، فأخبر الله عز وجل أنها لا تشبه النخل ، ولا طلعها كطلع النخل.
فقال تبارك وتعالى : إنها شجرة تخرج تنبت في أصل الجحيم طلعها تمرها كأنه رءوس الشياطين فإنهم لآكلون منها من ثمرتها فمالئون منها من ثمرها البطون ثم إن لهم عليها لشوبا يعني لمزاجا من حميم يشربون على إثر الزقوم الحميم الحار الذي قد انتهى حره.
ثم إن مرجعهم بعد الزقوم وشرب الحميم لإلى الجحيم وذلك قوله عز وجل : يطوفون بينها وبين حميم آن إنهم ألفوا وجدوا آباءهم ضالين عن الهدى فهم على آثارهم يهرعون يقول : يسعون في مثل أعمال آبائهم.