الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
إنه من عبادنا المؤمنين  ثم أغرقنا الآخرين  وإن من شيعته لإبراهيم  إذ جاء ربه بقلب سليم  إذ قال لأبيه وقومه ماذا تعبدون أئفكا آلهة دون الله تريدون  فما ظنكم برب العالمين  فنظر نظرة في النجوم  فقال إني سقيم فتولوا عنه مدبرين  

إنه من عبادنا المؤمنين يعني المصدقين بالتوحيد ثم أغرقنا الآخرين [ ص: 102 ] يعني قوم نوح وإن من شيعته لإبراهيم يقول : إبراهيم على ملة نوح ، عليهما السلام ، قال الفراء : إبراهيم من شيعته محمد صلى الله عليه وسلم .

قال أبو محمد : سألت أبا العباس عن ذلك ، فقال : كل من كان على دين رجل فهو من شيعته ، كل نبي من شيعة إبراهيم صاحبه ، فإبراهيم من شيعة محمد ، ومحمد من شيعة إبراهيم ، عليهما السلام.

إذ جاء ربه بقلب سليم يعني بقلب مخلص من الشرك إذ قال لأبيه آزر وقومه ماذا تعبدون من الأصنام أئفكا يعني أكذبا آلهة دون الله تريدون . فما ظنكم برب العالمين إذا لقيتموه وقد عبدتم غيره فنظر إبراهيم نظرة في النجوم يعني الكواكب ، وذلك أنه رأى نجما طلع فقال لقادتهم : إني سقيم وهم ذاهبون إلى عيدهم إني سقيم يعني وجيع ، وذلك أنهم كانوا يعبدون الأصنام كانت اثنين وسبعين صنما من ذهب وفضة وشبة ونحاس وحديد وخشب ، وكان أكبر الأصنام عيناه من ياقوتتين حمراوين ، وهو من ذهب ، وكانوا إذا خرجوا إلى عيدهم دخلوا قبل أن يخرجوا فيسجدون لها ويقربون الطعام ، ثم يخرجون إلى عيدهم ، فإذا رجعوا من عيدهم ، فدخلوا عليها سجدوا لها ثم يتفرقون ، فلما خرجوا إلى عيدهم اعتل إبراهيم بالطاعون ، وذلك أنهم كانوا ينظرون في النجوم ، فنظر إبراهيم في النجوم ، فقال : إني سقيم ، قال الفراء : كل من عمل فيه النقص ، ودب فيه الفناء ، وكان منتظرا للموت فهو سقيم.

قوله عز وجل : فتولوا عنه مدبرين ذاهبين وقد وضعوا الطعام والشراب بين يدي آلهتهم.

التالي السابق


الخدمات العلمية