كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيرا الوصية للوالدين والأقربين بالمعروف حقا على المتقين فمن بدله بعدما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدلونه إن الله سميع عليم فمن خاف من موص جنفا أو إثما فأصلح بينهم فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم
كتب عليكم ، يعني فرض عليكم، نظيرها: كتب عليكم القتال ، يعني فرض، نظيرها أيضا: ما كتبناها ، يعني ما فرضناها عليهم ، يعني الرهبانية، إذا حضر أحدكم الموت إن ترك بعد موته خيرا ، يعني المال، الوصية للوالدين والأقربين بالمعروف ، يعني وليوص للأقربين بالمعروف. تفضيل الوالدين على الأقربين في الوصية،
والذين لا يرثون يقول الله عز وجل تلك الوصية حقا على المتقين ، فمن لم يوص لقرابته عند موته، فقد ختم عمله بالمعصية، ثم نزلت آية الميراث بعد هذه الآية، فنسخت للوالدين، وبقيت الوصية للأقربين الذين لا يرثون، ما بينه وبين ثلث ماله، فمن بدله بعدما سمعه ، يقول: من بدل وصية الميت، يعني الوصي والولي بعدما سمعه من الميت، فلم يمض وصيته، فإنما إثمه على الذين يبدلونه ، عنى الوصي والولي وبرئ منه الميت، إن الله سميع لوصية الميت عليم بها.
ثم قال: فمن خاف ، يعني الوصي من موص ، يعني الميت جنفا ميلا [ ص: 96 ] عن الحق خطأ، أو إثما تعمدا للجنف، أي إن جار الميت في وصيته عمدا أو خطأ، فلم يعدل، فخاف الوصي أو الولي من جور وصيته، فأصلح بينهم بين الورثة بالحق والعدل، فلا إثم عليه حين خالف جور الميت، إن الله غفور للمصلح رحيم به إذا رخص في مخالفة جور الميت.