يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون أياما معدودات فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فمن تطوع خيرا فهو خير له وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون
يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام ، وذلك أن لبيد الأنصاري من بني عبد الأشهل كبر فعجز عن الصوم، فقال للنبي صلى الله عليه وسلم: ما على من عجز عن الصوم، فأنزل الله عز وجل: يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام ، يعني فرض عليكم، نظيرها: كتب عليكم القتال ، يعني فرض عليكم القتال، كما كتب ، يعني كما فرض على الذين من قبلكم ، يعني أهل الإنجيل، لعلكم تتقون ، يعني لكي تتقون الطعام والشراب والجماع، فمن صلى العشاء الآخرة أو نام قبل أن يصلي العشاء الآخرة، حرم عليه ما يحرم على الصائم.
وكان ذلك على الذين من قبلنا أياما معدودات وهي دون الأربعين، فإذا كانت فوق الأربعين فلا يقال لهم: معدودات ، فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر وعلى الذين يطيقونه فدية ، أي ومن كان يطيق الصوم، وليس بمريض ولا مسافر، فإن شاء صام وإن شاء أفطر، وعليه فدية طعام مسكين ، لكل مسكين نصف صاع حنطة، فمن تطوع خيرا ، فزاد على مسكين فأطعم مسكينين أو ثلاثة مكان كل يوم، فهو خير له من أن يطعم مسكينا واحدا، ثم قال: وأن تصوموا خير ، يعني ولأن تصوموا خير لكم من الطعام إن كنتم تعلمون ، إلا على من لا يطيق الصوم، فليفطر وليطعم مكان كل يوم مسكينا نصف صاع حنطة. وكان المؤمنون قبل رمضان يصومون عاشوراء ولا يصومون غيره، ثم أنزل الله عز وجل صوم رمضان بعد، فنسخ الطعام، وثبت الصوم،