الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
فلما جاءهم بالحق من عندنا قالوا اقتلوا أبناء الذين آمنوا معه واستحيوا نساءهم وما كيد الكافرين إلا في ضلال  وقال فرعون ذروني أقتل موسى وليدع ربه إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد  وقال موسى إني عذت بربي وربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب  وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم وإن يك كاذبا فعليه كذبه وإن يك صادقا يصبكم بعض الذي يعدكم إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب  

[ ص: 147 ] فلما جاءهم موسى بالحق من عندنا يعني اليد والعصا آمنت به بنو إسرائيل فـ قالوا أي قال فرعون وحده لقومه للملإ يعني الأشراف : اقتلوا أبناء الذين آمنوا معه يعني مع موسى واستحيوا نساءهم يقول : اقتلوا أبناءهم ودعوا البنات ، فلما هموا بذلك حبسهم الله عنهم حين أقطعهم البحر ، يقول الله عز وجل : وما كيد الكافرين إلا في ضلال يعني خسار يقول : وما كيد فرعون الذي أراد ببني إسرائيل من قتل الأبناء واستحياء النساء إلا في ضلال يعني خسار.

وقال فرعون لقومه القبط ذروني أقتل يقول : خلوا عني أقتل موسى وليدع ربه فليمنعه ربه من القتل إني أخاف أن يبدل دينكم يعني عبادتكم إياي أو أن يظهر في الأرض أرض مصر الفساد يعني بالفساد أن يقتل أبناءكم ، ويستحيي نساءكم كما فعلتم بقومه يفعله بكم ، فلما قال فرعون لقومه : ذروني أقتل موسى .

استعاذ موسى وقال موسى إني عذت بربي وربكم من كل متكبر يعني متعظم عن الإيمان يعني التوحيد لا يؤمن بيوم الحساب يعني فرعون لا يصدق بيوم يدان بين العباد وقال رجل مؤمن من آل فرعون يعني قبطي مثل فرعون يكتم إيمانه مائة سنة حتى سمع قول فرعون في قتل موسى ، عليه السلام.

فقال المؤمن أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم يعني اليد والعصا وإن يك موسى كاذبا فعليه كذبه وإن يك صادقا في قوله وكذبتموه يصبكم بعض الذي يعدكم من العذاب إن الله لا يهدي إلى دينه من هو مسرف كذاب يعني مشرك مفتن.

التالي السابق


الخدمات العلمية