الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
يا قوم لكم الملك اليوم ظاهرين في الأرض فمن ينصرنا من بأس الله إن جاءنا قال فرعون ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد  وقال الذي آمن يا قوم إني أخاف عليكم مثل يوم الأحزاب  مثل دأب قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم وما الله يريد ظلما للعباد  ويا قوم إني أخاف عليكم يوم التناد  يوم تولون مدبرين ما لكم من الله من عاصم ومن يضلل الله فما له من هاد  

[ ص: 148 ] وقال المؤمن : يا قوم لأنه قبطي مثلهم لكم الملك اليوم ظاهرين في الأرض يعني أرض مصر على أهلها فمن ينصرنا من بأس الله يقول : فمن يمنعنا من عذاب الله عز وجل إن جاءنا لما سمع فرعون قول المؤمن قال عدو الله فرعون عند ذلك لقومه : ما أريكم من الهدى إلا ما أرى لنفسي وما أهديكم إلا سبيل الرشاد يقول : وما أدعوكم إلا إلى طريق الهدى ، بل يدلهم على سبيل الغي.

وقال الذي آمن يعني صدق بتوحيد الله عز وجل يا قوم إني أخاف عليكم في تكذيب موسى مثل يوم الأحزاب يعني مثل أيام عذاب الأمم الخالية الذين كانوا رسلهم مثل دأب يعني مثل أشباه قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم وما الله يريد ظلما للعباد فيعذب على غير ذنب.

ثم حذرهم المؤمن عذاب الآخرة ، فقال : ويا قوم إني أخاف عليكم يوم التناد يعني يوم ينادي أهل الجنة أهل النار أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا ، وينادي أصحاب النار أصحاب الجنة : أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله .

ثم أخبر المؤمن عن ذلك اليوم ، فقال : يوم تولون مدبرين يعني بعد الحساب إلى النار ذاهبين ، كقوله : فتولوا عنه مدبرين يعني ذاهبين إلى عيدهم ما لكم من الله من عاصم يعني من مانع يمنعكم من الله عز وجل ومن يضلل الله عن الهدى فما له من هاد يعني من أحد يهديه إلى دين الله عز وجل.

التالي السابق


الخدمات العلمية