ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات فما زلتم في شك مما جاءكم به حتى إذا هلك قلتم لن يبعث الله من بعده رسولا كذلك يضل الله من هو مسرف مرتاب الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم كبر مقتا عند الله وعند الذين آمنوا كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار وقال فرعون يا هامان ابن لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب أسباب السماوات فأطلع إلى إله موسى وإني لأظنه كاذبا وكذلك زين لفرعون سوء عمله وصد عن السبيل وما كيد فرعون إلا في تباب [ ص: 149 ] ثم وعظهم ليتفكروا ، فقال : ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات ولم يكن رآه المؤمن قط ، و من قبل موسى بالبينات يعني ببينات تعبير رؤيا الملك البقرات السبع بالسنين.
فما زلتم في شك مما جاءكم به يعني مما أخبركم من تصديق الرؤيا حتى إذا هلك يعني مات قلتم لن يبعث الله من بعده رسولا كذلك يعني هكذا يضل الله عن الهدى إضمار من هو مسرف يعني من هو مشرك مرتاب يعني شاك في الله عز وجل ، لا يوحد الله تعالى.
قوله : الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان يعني بغير حجة آتاهم من الله كبر مقتا عند الله وعند الذين آمنوا نزلت في المستهزئين من قريش يقول : كذلك يعني هكذا يطبع الله يعني يختم الله عز وجل بالكفر على كل قلب متكبر جبار يعني قتال يعني فرعون تكبر عن عبادة الله عز وجل ، يعني التوحيد كقوله : إن تريد إلا أن تكون جبارا ، يعني قتالا.
وقال فرعون يا هامان ابن لي صرحا يعني قصرا مشيدا من آجر لعلي أبلغ الأسباب أسباب السماوات يعني أبواب السماوات السبع يعني باب كل سماء إلى السابعة فأطلع إلى إله موسى ثم قال فرعون لهامان : وإني لأظنه يعني إني لأحسب موسى كذبا فيما يقول : إن في السماء إلها ، وكذلك يقول : وهكذا زين لفرعون سوء عمله أن يطلع إلى إله موسى ، قال : وصد عن السبيل يقول : وصد فرعون الناس حين قال لهم : ما أريكم إلا ما أرى ، فصدهم عن الهدى وما كيد فرعون إلا في تباب يقول : وما قول فرعون إنه يطلع إلى إله موسى إلا في خسار.