الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وقال الذي آمن يا قوم اتبعون أهدكم سبيل الرشاد  يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع وإن الآخرة هي دار القرار  من عمل سيئة فلا يجزى إلا مثلها ومن عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب  ويا قوم ما لي أدعوكم إلى النجاة وتدعونني إلى النار  تدعونني لأكفر بالله وأشرك به ما ليس لي به علم وأنا أدعوكم إلى العزيز الغفار  لا جرم أنما تدعونني إليه ليس له دعوة في الدنيا ولا في الآخرة وأن مردنا إلى الله وأن المسرفين هم أصحاب النار  

[ ص: 150 ] ثم نصح المؤمن لقومه : وقال الذي آمن يا قوم اتبعون أهدكم سبيل الرشاد يعني طريق الهدى يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع قليل وإن الآخرة هي دار القرار يقول : تمتعون في الدنيا قليلا ، ثم استقرت الدار الآخرة بأهل الجنة وأهل النار ، يعني بالقرار لا زوال عنها.

ثم أخبر بمستقر الفريقين جميعا ، فقال تعالى : من عمل سيئة يعني الشرك فلا يجزى إلا مثلها فجزاء الشرك النار ، وهما عظيمان كقوله : جزاء وفاقا ومن عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب يقول : بلا تبعة في الجنة فيما يعطون فيها من الخير.

ثم قال : ويا قوم ما لي أدعوكم إلى النجاة من النار إضمار يعني التوحيد وتدعونني إلى النار يعني الشرك تدعونني لأكفر بالله وأشرك به ما ليس لي به علم بأن له شريكا وأنا أدعوكم إلى العزيز في نقمته من أهل الشرك الغفار لذنوب أهل التوحيد.

ثم زهدهم في عبادة الآلهة ، فقال : لا جرم يعني حقا أنما تدعونني إليه من عبادة الآلهة ليس له دعوة مستجابة إضمار تنفعكم يقول : ليس بشيء في الدنيا ولا في الآخرة وأن مردنا إلى الله يعني مرجعنا بعد الموت إلى الله في الآخرة وأن المسرفين يعني المشركين هم أصحاب النار يومئذ ، فردوا عليه نصيحته.

التالي السابق


الخدمات العلمية