وما يستوي الأعمى والبصير والذين آمنوا وعملوا الصالحات ولا المسيء قليلا ما تتذكرون إن الساعة لآتية لا ريب فيها ولكن أكثر الناس لا يؤمنون وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين الله الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصرا إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون
ثم ضرب مثل المؤمن ، ومثل الكافر ، فقال تعالى : وما يستوي في الفضل الأعمى يعني الكافر والبصير يعني المؤمن والذين آمنوا وعملوا الصالحات ولا المسيء يعني وما يستوي في الفضل المؤمن المحسن ، ولا الكافر المسيء قليلا ما تتذكرون . قوله : إن الساعة لآتية لا ريب فيها يعني كائنة لا شك فيها ولكن أكثر الناس لا يؤمنون يعني كفار مكة أكثرهم لا يصدقون بالبعث.
[ ص: 154 ] وقال ربكم لأهل الإيمان : ادعوني أستجب لكم ، ثم ذكر كفار مكة ، فقال : إن الذين يستكبرون عن عبادتي يعني عن التوحيد سيدخلون في الآخرة جهنم داخرين يعني صاغرين.
ثم ذكر النعم ، فقال تعالى : الله الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصرا لابتغاء الرزق ، فهذا فضله ، فذلك قوله سبحانه : إن الله لذو فضل على الناس يعني كفار مكة ولكن أكثر الناس لا يشكرون ربهم في نعمه فيوحدونه.