الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ها أنتم هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله فمنكم من يبخل ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه والله الغني وأنتم الفقراء وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم  

ثم قال : ها أنتم هؤلاء معشر المؤمنين تدعون لتنفقوا أموالكم في سبيل الله يعني في طاعة الله فمنكم من يبخل بالنفقة في سبيل الله ومن يبخل بالنفقة فإنما يبخل بالخير والفضل عن نفسه في الآخرة؛ لأنه لو أنفق في حق الله أعطاه الله الجنة في الآخرة والله الغني عما عندكم من الأموال وأنتم الفقراء إلى ما عنده من الخير والرحمة والبركة وإن تتولوا يقول : تعرضوا عما افترضت عليكم من حقي يستبدل بكم قوما غيركم يعني أمثل منكم ، وأطوع لله منكم ثم لا يكونوا أمثالكم في المعاصي ، بل يكونوا خيرا منكم وأطوع.

[ ص: 243 ] قوله : إن تنصروا الله حتى يوحد ينصركم على عدوكم ويثبت أقدامكم فلا تزول عند اللقاء عن التوحيد.

قال : وقال النبي صلى الله عليه وسلم : "نصرت بالرعب مسيرة شهر" ، فما ترك التوحيد قوم إلا سقطوا من عين الله ، وسلط الله عليهم السبي ، وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم يعني الأنصار.

[ ص: 244 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية