الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ومثل الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضات الله وتثبيتا من أنفسهم كمثل جنة بربوة أصابها وابل فآتت أكلها ضعفين فإن لم يصبها وابل فطل والله بما تعملون بصير  

ثم ذكر نفقة المؤمن الذي يريد بنفقته وجه الله عز وجل، ولا يمن بها،  فقال سبحانه: ومثل الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضات الله وتثبيتا من أنفسهم ، يعني وتصديقا من قلوبهم، فهذا مثل نفقة المؤمن التي يريد بها وجه الله عز وجل، ولا يمن بها كمثل جنة بربوة ، يعني بستان في مكان مرتفع مستو، تجري من تحتها الأنهار أصابها ، يعني أصاب الجنة وابل ، يعني المطر الكثير الشديد، فآتت أكلها ، يقول: أضعفت ثمرتها في الحمل ضعفين ، فكذلك الذي ينفق ماله لله عز وجل من غير أن يضاعف له نفقته إن كثرت أو قلت، كما أن المطر إذا اشتد، أو قل أضعف ثمرة الجنة حين أصابها وابل، فإن لم يصبها وابل فطل ، أي أصابها عطش من المطر، وهو الرذاذ مثل الندى، والله بما تعملون ، يعني بما تنفقون بصير .

[ ص: 144 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية