الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قل إن تخفوا ما في صدوركم أو تبدوه يعلمه الله ويعلم ما في السماوات وما في الأرض والله على كل شيء قدير  يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا ويحذركم الله نفسه والله رءوف بالعباد  قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم  

قل لهم يا محمد: إن تخفوا ما في صدوركم ، يعني إن تسروا ما في قلوبكم [ ص: 165 ] من الولاية للكفار، أو تبدوه ، يعني أو تظهروا ولايتهم، يعني حاطب وأصحابه، يعلمه الله ويعلم ما في السماوات وما في الأرض والله على كل شيء ، من المغفرة والعذاب قدير ، نظيرها في آخر البقرة، ثم خوفهم ورغبهم، فقال: يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا ، يعجل لها كل خير عملته، ولا يغادر منه شيء، وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا ، يعني أجلا بعيدا بين المشرق والمغرب، ويحذركم الله نفسه ، يعني عقوبته في عمل السوء، والله رءوف بالعباد ، يعني بربهم، حين لا يعجل عليهم بالعقوبة، لما دعا النبي صلى الله عليه وسلم كعبا وأصحابه إلى الإسلام، قالوا: نحن أبناء الله وأحباؤه، ولنحن أشد حبا لله مما تدعونا إليه، فقال الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم: قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني على ديني، يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم ما كان في الشرك، والله غفور رحيم ذو تجاوز لما كان في الشرك، رحيم بهم في الإسلام.

التالي السابق


الخدمات العلمية